دخلت الصالة وكلها لهفة توّد أن تبوح للجميع بسرّها ,, لكنها تجاسرت على فرحها والتزمت الصمت ,,
اختارت الجلوس في آخر الصف يمينا حيث أقرب الأمكنة إلى سلم المنصّة ,,
وبدأت تحاول استراق السمع لكلمات الحضور عنه ,, تمتمات كلها تقول من تلك السيّدة العظيمة التي
سيخبرهم اليوم عنها ,,
اخترق صوت عريف الحفل تمتمات الحضور وجعلهم بلتفتون إليه ليشاركوه حفاوة استقبال عالم الإجتماع
الذي بلغ ذروة شهرته وجاء ليعلن لهم سرّ نجاحه ,,
خرج من خلف الستار واقترب أكثر
وقف خلف مكبر الصوت ,, وهمس بحنو صوته الخافت الذي أغرقها شوقا إليه ,, قائلا :
إنها نبض الحنان ,,
أعطتني عمرها لتضيئني شعلة أنير دروب التائهين ,,
شعرت بنشوّة ما يقول ,, ترقرقت الدموع من عينهيا ,, كادت تتحرك من مكانها لتصعد إليه وتقبّله
فلكم اشتاقت إلى احتضانه ,, لكنها انتظرت أن يدعوها بنفسه ,, تفقدت هندامها مرّة أخرى كي
تشرّفه أمام أشراف المدينة الذين يستمعون إليه ,, ويصفقون له ,,
تابع هو ,,
لن أطيل الوصف ,, فالضاد تضيق بوصف حتى الثرى الذي تطأه قدماها ,,
إنها ,, أمــي ,,
وهربت من عينيه دمعة الرجولة الصعبة وبصوته المتحشرج ,, متابعا " رحمها الله " ,,
غصّة بحجم ما جاءت به من الفرح وأكثر ,, ضاق صدرها بها ,, تموّجت كل الصوّر امامها
خلف أوجاع الدموع ,,
وصوته يدوي في الصالة المغلقة ,, وترده الجدرا صفعات على وجهها
استدارت بكرسيّها المتحرك ,, حاملة أوراق الخروج من الملجأ الذي أودعها فيه قبل عشرة أعوام
لتعيد لهما صرعة من طابع دخول آخر !!
تحيتي
تعليق