أغنية
المشرب هادئٌ إلى درجة البكاء، كل ما حولي يتراقص، يقترب النادل من علبة الموسيقى، يضع أغنيةً، وفجأة، يخرج اللحن حزيناً، حزيناً للغاية. وتسرد الأغنية بإيقاعها البطيء:
"يداعب حزني بأنامله، يغني حياتي بكلاماته،
إنه يقتلني بلطف بغنائه،
يقتلني بلطفٍ بغنائه"؛
وعيوني تلتمع كعيني قطٍ عجوز...
يقترب منها فجأة، يهمس في أذنيها بضع كلمات، تنظر إليه بقلق، تمسك بحقيبتها وتهز برأسها، تبسم لي، وتعتذر: "سأكلّمك"، تقول، "لكن ليس اليوم، لا تدفع الحساب، فقد دفعته أنا".
"سمعت أنه يغني أغانٍ رائعة
سمعت أن أسلوبه رائع"
- ماذا تريد مني، ألا تعرف أنني لا أؤمن بهذا النظام من الحب؟
- ...
- ما الذي يعنيه أنك تحبني بجنون؟ كم مضى من وقتٍ على حبكِ لي، سنة؟ سنتان؟ هل مر وقتٌ كافٍ كي تحبني إلى هذا الحد؟
- ...
- لست امرأة شرقية، لا أريد فارساً على حصانٍ مطهم، لا أريد عاشقاً متيماً.
- ...
- أفهم أنك تشعر هكذا، أفهم... لكن ألا يهم كيف أشعر أنا...
"وهناك شاهدت شاباً صغيراً
غريباً عن عيني"
تدوس أرض المقهى بسرعة شديدة، كما لو أنها تريد اقتحام شيء، أراها، أنظر إليها، أخاف، لربما هالتها تؤثر علي. لا أعرف ماذا أقول، ما الذي أريد تسميعه لها، كما لو أنني تلميذٌ في الشهادة الابتدائية... ماذا كنت أقول، ماذا كنت أحفظ، لا أدرِ نسيت... أصافحها، وأتركها تقتحم الموقف، والمكان... وبالتالي كل حياتي...
لذا أتيت لأراه... وأستمع قليلاً،
إنه يؤجج حزني بأنامله..."
سيارة الأجرة تقف أمامي بخطوتين، لا أحس بي قدرة على تحمل سائق أجرة مفكّر، أنظر إليه ويبدأ الحديث، يعيد نفس الكلام آلاف المرات، ولكل راكب بحسب طول الطريق، مع بعض المؤثرات الجانبية، من بوقٍ طائش، أو حفرة عميقة، أو قاطع طريق عابث... أنزل، أتأمل المقهى بهدوء، سأقول لها أن الموضوع يجب أن يحسم، يجب أن ننهي كل شيءٍ هاهنا، ونترك كل الحب هذا خلفنا، ونمشي...
"شعرتٌ بأنني محمرةً خجلاً،
خجلة من كل هذا الحضور؛
أضع نقطتين من عطرٍ باريسي، لربما غالي الثمن، ما الذي أريدها منه؟ أعجبتني صيغة السؤال، -كم تشبه صيغ الكلام حياتنا أحياناً، حتى في ضياعنا- أو ماذا أريد منها؟ السؤال الصحيح، الذي أنزلق داخل عقلي بسهولة، أحبها؟ بجنون ربما. هل هذا الحب يقيدها؟ إذا فلأستجمع شجاعتي ولأقل لها الأمر، فلأقل لها، أنه آن الآوان كي أتركها ترحل بهدوء... هذا أفضل لكلينا معاً...
لذا أتيت لأراه... وأستمع قليلاً،
إنه يؤجج حزني بأنامله..."
أظن أن غداً هو يوم اللقاء المنشود... أفكر في الأمر اليوم، ولا أعرف ماذا أقول، ماذا؟ لا لن أتأخر، بالعكس سآتي قبلها، وأتحدث معها بصراحة، وأكون واضحاً، ولن أجبن أمامها أبداً، سأكون أمامها سهلاً منبسطاً وواضح المعالم، لن أسُمعها تلك الكلمات البائدة عن حبي لها، وعن هيامي بها، سأتكلم بقوة، وأترك الأمور تسير كما يجب أن تسير...
إنه يقتلني بلطف بغنائه، يقتلني بلطفٍ بغنائه"...
(ملاحظة:الأغنية المقصودة ههنا هي أغنية Killing me softly التي أعادت فرقة Refuges إدائها خلال العقد الحالي.)
ونص الأغنية الأصلي هو على الشكل التالي، وأتمنى لمن لم يسمعها أن يبحث عنها ويسمعها، فهي رائعة للغاية:
storming my pain with his fingers
singing my life with his words
killing me softly with his song,
turning my whole eyes with his words...killing me softly with his song
I heard he sang a good song, i heard he has a style
so i came to see him and listen for a while
and there he was this young one, stranger to my eyes...
storming my pain with his fingers....
i felt blushed with fever
embaressed by the crowds...
storming my pain...
المشرب هادئٌ إلى درجة البكاء، كل ما حولي يتراقص، يقترب النادل من علبة الموسيقى، يضع أغنيةً، وفجأة، يخرج اللحن حزيناً، حزيناً للغاية. وتسرد الأغنية بإيقاعها البطيء:
"يداعب حزني بأنامله، يغني حياتي بكلاماته،
إنه يقتلني بلطف بغنائه،
يقتلني بلطفٍ بغنائه"؛
وعيوني تلتمع كعيني قطٍ عجوز...
يقترب منها فجأة، يهمس في أذنيها بضع كلمات، تنظر إليه بقلق، تمسك بحقيبتها وتهز برأسها، تبسم لي، وتعتذر: "سأكلّمك"، تقول، "لكن ليس اليوم، لا تدفع الحساب، فقد دفعته أنا".
"سمعت أنه يغني أغانٍ رائعة
سمعت أن أسلوبه رائع"
- ماذا تريد مني، ألا تعرف أنني لا أؤمن بهذا النظام من الحب؟
- ...
- ما الذي يعنيه أنك تحبني بجنون؟ كم مضى من وقتٍ على حبكِ لي، سنة؟ سنتان؟ هل مر وقتٌ كافٍ كي تحبني إلى هذا الحد؟
- ...
- لست امرأة شرقية، لا أريد فارساً على حصانٍ مطهم، لا أريد عاشقاً متيماً.
- ...
- أفهم أنك تشعر هكذا، أفهم... لكن ألا يهم كيف أشعر أنا...
"وهناك شاهدت شاباً صغيراً
غريباً عن عيني"
تدوس أرض المقهى بسرعة شديدة، كما لو أنها تريد اقتحام شيء، أراها، أنظر إليها، أخاف، لربما هالتها تؤثر علي. لا أعرف ماذا أقول، ما الذي أريد تسميعه لها، كما لو أنني تلميذٌ في الشهادة الابتدائية... ماذا كنت أقول، ماذا كنت أحفظ، لا أدرِ نسيت... أصافحها، وأتركها تقتحم الموقف، والمكان... وبالتالي كل حياتي...
لذا أتيت لأراه... وأستمع قليلاً،
إنه يؤجج حزني بأنامله..."
سيارة الأجرة تقف أمامي بخطوتين، لا أحس بي قدرة على تحمل سائق أجرة مفكّر، أنظر إليه ويبدأ الحديث، يعيد نفس الكلام آلاف المرات، ولكل راكب بحسب طول الطريق، مع بعض المؤثرات الجانبية، من بوقٍ طائش، أو حفرة عميقة، أو قاطع طريق عابث... أنزل، أتأمل المقهى بهدوء، سأقول لها أن الموضوع يجب أن يحسم، يجب أن ننهي كل شيءٍ هاهنا، ونترك كل الحب هذا خلفنا، ونمشي...
"شعرتٌ بأنني محمرةً خجلاً،
خجلة من كل هذا الحضور؛
أضع نقطتين من عطرٍ باريسي، لربما غالي الثمن، ما الذي أريدها منه؟ أعجبتني صيغة السؤال، -كم تشبه صيغ الكلام حياتنا أحياناً، حتى في ضياعنا- أو ماذا أريد منها؟ السؤال الصحيح، الذي أنزلق داخل عقلي بسهولة، أحبها؟ بجنون ربما. هل هذا الحب يقيدها؟ إذا فلأستجمع شجاعتي ولأقل لها الأمر، فلأقل لها، أنه آن الآوان كي أتركها ترحل بهدوء... هذا أفضل لكلينا معاً...
لذا أتيت لأراه... وأستمع قليلاً،
إنه يؤجج حزني بأنامله..."
أظن أن غداً هو يوم اللقاء المنشود... أفكر في الأمر اليوم، ولا أعرف ماذا أقول، ماذا؟ لا لن أتأخر، بالعكس سآتي قبلها، وأتحدث معها بصراحة، وأكون واضحاً، ولن أجبن أمامها أبداً، سأكون أمامها سهلاً منبسطاً وواضح المعالم، لن أسُمعها تلك الكلمات البائدة عن حبي لها، وعن هيامي بها، سأتكلم بقوة، وأترك الأمور تسير كما يجب أن تسير...
إنه يقتلني بلطف بغنائه، يقتلني بلطفٍ بغنائه"...
(ملاحظة:الأغنية المقصودة ههنا هي أغنية Killing me softly التي أعادت فرقة Refuges إدائها خلال العقد الحالي.)
ونص الأغنية الأصلي هو على الشكل التالي، وأتمنى لمن لم يسمعها أن يبحث عنها ويسمعها، فهي رائعة للغاية:
storming my pain with his fingers
singing my life with his words
killing me softly with his song,
turning my whole eyes with his words...killing me softly with his song
I heard he sang a good song, i heard he has a style
so i came to see him and listen for a while
and there he was this young one, stranger to my eyes...
storming my pain with his fingers....
i felt blushed with fever
embaressed by the crowds...
storming my pain...
تعليق