يقين وقناعات
واقع أزلي أن تسعى النفوس البشرية للبحث عن اليقين والقناعات .. اليقين : ليُجيب عن معنى وجودِها ويُضفي عليه السمو ، القناعات : لتُعطي مسيرة حياتها بُعدا من أصالة الرأي وشرف الكفاح ... واقع توثّقه قصص لن تنتهي عن رِحالٍ تُشدّ إلى شرق الأرض وغربها بل وأيضا عبر أزمانها للوقوف على معارف تهديها الإيمان ومن ثمّ الطمأنينة والسكينة ... معارفٌ الوصولُ إليها كشف شخصي لا اكتشاف بشري ؛ فتلك النفوس الباحثة لا تستنبط جديدا بقدر ما تعثر على ما هو غائب عن الفرد منها .
وغريب أن تختلف نهايات تلك القصص رغم تشابه مقدماتها ؛ ففي حين تُحطّ رحالٌ في معابد الشرق البعيد تستقر أخرى في رحاب هُدى مسجد عتيق وتُقاد أخيرة على صدى أجراس الكنائس ... وكذلك القناعات التي ترتقي بعضها إلى عنان السماء لتتخلّف أخرى عند منتهى قامة من اعتنقها ، ولماذا هذا الاختلاف .... ؟ حتما لحكمة إلهية تتعلّق بغاية خلقِ هذا الكون الفسيح وإلا لَما تفاوتت العزائم والهمم وتدرّجت النُهى في كمالها وتباينت القلوب في توقانها الحرية والانعتاق بين هؤلاء السعاة الباحثين ... ولذات الحكمة سيُُدهِشنا دوما الفرقِ الكبير بين أن يصل المرء إلى وجه من وجوه الحقيقة وبين أن يهديه الله تعالى إلى الحقيقة بكافة وجوهها .
بالمقابل هناك رحلة عكسية وذات وجهة عجيبة وذلك حين يصر بعض من أنعم الله عليهم بالحقيقة الكاملة على الالتفاف حولها لتختلط عليهم وجوهها ويضيع عن أفهامهم جوهرها ، أمّا لِم يستبدل هؤلاء بُرهان الدليل بِلُجج الحجج ؟! فالإجابات كثيرة تبدأ بـ : الجهل .. غياب الوعي .. البعد عن الفطرة .. طغيان نزعة الظهور .. اتباع الهوى .. لتنتهي إلى : تكلّف الفكر وخلط مواطن يكون العقل فيها متبوعاً بأخرى لا يكون فيها إلا تابعاً .. كل ذلك وغيره يوقعهم في شرك مكابرة الحق وبالتالي الضلال وقد يحصد هؤلاء من مُتعِ الدنيا الكثير لكن جزماً برد اليقين ليس منها لا ولا سكينة الوصول .
قد يكون لغيري منهجه المختلف في تصنيف اليقين والقناعات لكنّي شخصيا وفي هذه المرحلة أرى اليقين واحداً فأنا حتى لم أجد له اسمَ جمعٍ في اللغة .. والفرد منّا إمّا على يقين أو في شك ؛ إمّا مؤمن وإمّا لا .. أمّا القناعات ففيها من مساحات الاختلاف والتدرج ما يؤمّن تكامل وجوه الحياة وتجانس فروق البشر .. ولا يعني ذلك التساهل في اعتناقها ، فهي إن تأصلت في قلوبنا مرةً صعب محو آثارها لاحقاً وذلك حين نهتدي إلى الأصوب منها .. فالبشر كالصفحات البيضاء أنصعها ما قلّت فيها آثار المحو وإعادة الكتابة .. لذلك نحتاج الصمت كثيرا في رحلة المعرفة فالحديث جذلاً بقليلٍ عرفناه يُرسّخ ما لم تبيّن دُول الأيام حقيقته .. والدنيا حظوظٌ قسمها الله تعالى بيننا حكمة وعدلاً وأوفرنا حظاً أسعدنا بسلامة التفكير وانتهاج الصبر والتزام الصمت فهنيئا لهؤلاء وعزاؤنا لمن كان في تلك المكارم دونهم .
واقع أزلي أن تسعى النفوس البشرية للبحث عن اليقين والقناعات .. اليقين : ليُجيب عن معنى وجودِها ويُضفي عليه السمو ، القناعات : لتُعطي مسيرة حياتها بُعدا من أصالة الرأي وشرف الكفاح ... واقع توثّقه قصص لن تنتهي عن رِحالٍ تُشدّ إلى شرق الأرض وغربها بل وأيضا عبر أزمانها للوقوف على معارف تهديها الإيمان ومن ثمّ الطمأنينة والسكينة ... معارفٌ الوصولُ إليها كشف شخصي لا اكتشاف بشري ؛ فتلك النفوس الباحثة لا تستنبط جديدا بقدر ما تعثر على ما هو غائب عن الفرد منها .
وغريب أن تختلف نهايات تلك القصص رغم تشابه مقدماتها ؛ ففي حين تُحطّ رحالٌ في معابد الشرق البعيد تستقر أخرى في رحاب هُدى مسجد عتيق وتُقاد أخيرة على صدى أجراس الكنائس ... وكذلك القناعات التي ترتقي بعضها إلى عنان السماء لتتخلّف أخرى عند منتهى قامة من اعتنقها ، ولماذا هذا الاختلاف .... ؟ حتما لحكمة إلهية تتعلّق بغاية خلقِ هذا الكون الفسيح وإلا لَما تفاوتت العزائم والهمم وتدرّجت النُهى في كمالها وتباينت القلوب في توقانها الحرية والانعتاق بين هؤلاء السعاة الباحثين ... ولذات الحكمة سيُُدهِشنا دوما الفرقِ الكبير بين أن يصل المرء إلى وجه من وجوه الحقيقة وبين أن يهديه الله تعالى إلى الحقيقة بكافة وجوهها .
بالمقابل هناك رحلة عكسية وذات وجهة عجيبة وذلك حين يصر بعض من أنعم الله عليهم بالحقيقة الكاملة على الالتفاف حولها لتختلط عليهم وجوهها ويضيع عن أفهامهم جوهرها ، أمّا لِم يستبدل هؤلاء بُرهان الدليل بِلُجج الحجج ؟! فالإجابات كثيرة تبدأ بـ : الجهل .. غياب الوعي .. البعد عن الفطرة .. طغيان نزعة الظهور .. اتباع الهوى .. لتنتهي إلى : تكلّف الفكر وخلط مواطن يكون العقل فيها متبوعاً بأخرى لا يكون فيها إلا تابعاً .. كل ذلك وغيره يوقعهم في شرك مكابرة الحق وبالتالي الضلال وقد يحصد هؤلاء من مُتعِ الدنيا الكثير لكن جزماً برد اليقين ليس منها لا ولا سكينة الوصول .
قد يكون لغيري منهجه المختلف في تصنيف اليقين والقناعات لكنّي شخصيا وفي هذه المرحلة أرى اليقين واحداً فأنا حتى لم أجد له اسمَ جمعٍ في اللغة .. والفرد منّا إمّا على يقين أو في شك ؛ إمّا مؤمن وإمّا لا .. أمّا القناعات ففيها من مساحات الاختلاف والتدرج ما يؤمّن تكامل وجوه الحياة وتجانس فروق البشر .. ولا يعني ذلك التساهل في اعتناقها ، فهي إن تأصلت في قلوبنا مرةً صعب محو آثارها لاحقاً وذلك حين نهتدي إلى الأصوب منها .. فالبشر كالصفحات البيضاء أنصعها ما قلّت فيها آثار المحو وإعادة الكتابة .. لذلك نحتاج الصمت كثيرا في رحلة المعرفة فالحديث جذلاً بقليلٍ عرفناه يُرسّخ ما لم تبيّن دُول الأيام حقيقته .. والدنيا حظوظٌ قسمها الله تعالى بيننا حكمة وعدلاً وأوفرنا حظاً أسعدنا بسلامة التفكير وانتهاج الصبر والتزام الصمت فهنيئا لهؤلاء وعزاؤنا لمن كان في تلك المكارم دونهم .
تعليق