الملاك المُرسل
الحزن زائر طرق أبواب قلوبنا جميعاً وأسرنا ما لا يُحصى من المرات في تباريحِ الألم ودوائرِ غضبٍ ورضى تدافعت بحسب إيمان كل منّا بأقداره ؛ زائرٌ تسبقُه سنَنُه المعهودة من فقدِ غالي الأنفس أو الأموال بلا حول ولا قوة منّا ؛ فلا عجب إذن أن نُجبَل على خشيته وتجنبِ دواعيه ما أمكننا إلى ذلك سبيل ، حقيقةٌ تغلب حتى من اتخذ الحزن دربَ إبداعٍ له حين تخذله براعةُ الصنعة في إخفاء مرارة السخط ...
مع ذلك فإنّ للحزن وجه مرور غامض ونبيل وذلك حين يباغتنا حضوراً دونما سابق أسبابه المعروفة ليسدل علينا أستارَ سكونٍ وسكينةٍ عميقين ويبحر بنا في هدوء تأمل إلى ضفافِ صلحٍ عجيبٍ مع الألم ؛ صلحٌ يبدأ بالبحث عن سرّ هذا الحضور المختلف ليتشعب فيرتقي بنا عن دائرة ذاتنا إلى محيط أوجاع وهموم من حولنا لنحصد بذلك إجاباتَ أسئلةٍ مهمة كنا قد أهملناها في زحمة الحياة ...
حين نتحول بأنفسنا من قهرِ تلقي أحداث واقعنا إلى وعي شاهدٍ عليها فإننا نغيّر بعمق مفاهيم لنا كثيرة : فالحزن قد نستقبله ملاكًا مرسلاً بالنعم الخفية لا زائراً يثقل قلوبنا بهدايا الخسران والوجع ، والوحدة نثيبها التوقير لأنها دون سواها كانت ملاذ الأنبياء في رحلة بحثهم عن الله ، أما الضعف فهل بغير معرفة مدى عجزنا البشري يدرك العاقل منّا قوته الحقيقية .. !!!
أعلم أن ربط مثل هذه المشاعر المحمّلة بالألم والمحاطة بمعاني الانهزام بما يمثلُ قوة الإنسان وصلابته من حضور الصدق وإشراقة الحكمة قد يثير العجب ؛ لكنها المعاني الكامنة في الفروق الدقيقة التي تحملنا إلى ما هو أبعد من ظاهر الأفهام : كالفرق بين الفطرة تدعونا إلى نشود الراحة وبين الفطنة تدعونا إلى تبيّن سبلها الحقيقية ... أو كالفرق بين التسليم نتلمس به وجوه خيرٍ فيما يُملى علينا من تصاريف الزمان بإذن ربنا وبين الإيمان يهدينا يقينَ أن لا نور إلا بعد ظلمة ...
فروق دقيقة لكنها تصنع الفوارق الكبرى في مسارات المعرفة ومعابرِ تبديل الرؤى التي نجدّد بها طاقات فكرنا ومَقْدِرات عطائنا لنرى ما لا يراه الآخرون : كتطهير الحروب للبلاد والعباد رغم ظاهر ويلاتها .. وكتمحيص الفتن لمعادن البشر ودرجات إيمانهم رغم خبث نيرانها ... إنها الفكرة بعد الفكرة ؛ والخطوة تتلوها الخطوة تسري بنا إلى حكمة لُبّها الرحمة وحدودها الأمل .
الحزن زائر طرق أبواب قلوبنا جميعاً وأسرنا ما لا يُحصى من المرات في تباريحِ الألم ودوائرِ غضبٍ ورضى تدافعت بحسب إيمان كل منّا بأقداره ؛ زائرٌ تسبقُه سنَنُه المعهودة من فقدِ غالي الأنفس أو الأموال بلا حول ولا قوة منّا ؛ فلا عجب إذن أن نُجبَل على خشيته وتجنبِ دواعيه ما أمكننا إلى ذلك سبيل ، حقيقةٌ تغلب حتى من اتخذ الحزن دربَ إبداعٍ له حين تخذله براعةُ الصنعة في إخفاء مرارة السخط ...
مع ذلك فإنّ للحزن وجه مرور غامض ونبيل وذلك حين يباغتنا حضوراً دونما سابق أسبابه المعروفة ليسدل علينا أستارَ سكونٍ وسكينةٍ عميقين ويبحر بنا في هدوء تأمل إلى ضفافِ صلحٍ عجيبٍ مع الألم ؛ صلحٌ يبدأ بالبحث عن سرّ هذا الحضور المختلف ليتشعب فيرتقي بنا عن دائرة ذاتنا إلى محيط أوجاع وهموم من حولنا لنحصد بذلك إجاباتَ أسئلةٍ مهمة كنا قد أهملناها في زحمة الحياة ...
حين نتحول بأنفسنا من قهرِ تلقي أحداث واقعنا إلى وعي شاهدٍ عليها فإننا نغيّر بعمق مفاهيم لنا كثيرة : فالحزن قد نستقبله ملاكًا مرسلاً بالنعم الخفية لا زائراً يثقل قلوبنا بهدايا الخسران والوجع ، والوحدة نثيبها التوقير لأنها دون سواها كانت ملاذ الأنبياء في رحلة بحثهم عن الله ، أما الضعف فهل بغير معرفة مدى عجزنا البشري يدرك العاقل منّا قوته الحقيقية .. !!!
أعلم أن ربط مثل هذه المشاعر المحمّلة بالألم والمحاطة بمعاني الانهزام بما يمثلُ قوة الإنسان وصلابته من حضور الصدق وإشراقة الحكمة قد يثير العجب ؛ لكنها المعاني الكامنة في الفروق الدقيقة التي تحملنا إلى ما هو أبعد من ظاهر الأفهام : كالفرق بين الفطرة تدعونا إلى نشود الراحة وبين الفطنة تدعونا إلى تبيّن سبلها الحقيقية ... أو كالفرق بين التسليم نتلمس به وجوه خيرٍ فيما يُملى علينا من تصاريف الزمان بإذن ربنا وبين الإيمان يهدينا يقينَ أن لا نور إلا بعد ظلمة ...
فروق دقيقة لكنها تصنع الفوارق الكبرى في مسارات المعرفة ومعابرِ تبديل الرؤى التي نجدّد بها طاقات فكرنا ومَقْدِرات عطائنا لنرى ما لا يراه الآخرون : كتطهير الحروب للبلاد والعباد رغم ظاهر ويلاتها .. وكتمحيص الفتن لمعادن البشر ودرجات إيمانهم رغم خبث نيرانها ... إنها الفكرة بعد الفكرة ؛ والخطوة تتلوها الخطوة تسري بنا إلى حكمة لُبّها الرحمة وحدودها الأمل .
تعليق