مطر يغسل أدران الحاضر والماضي
يمحو الألم الجاثم أعقاب مرور المرتزقة
يلمحنا عن بعد ويحدد وجهته
للظمأى من أحرار العالم
في هذا الزمن الغارق حتى قحفة رأسه
بقبول الذل
تلك التربة أعرفها في غزة
كنت صبيا أدرج
كانت أمي تلتف عليَّ بمعطفها الصوفي
أتنسم من تحت عباءتها رائحة الزعتر
تلك التربة أعرفها
كانت كل شوارع حيفا في خمسينيات القرن الماضي
تلهج باسم الله الأحد الصمد الفرد
يهتز التوت الأحمر ويدعو النوار جميع الثوار
تلك التربة كان الشواف
الشارع من باب السور إلى حيث الصحن بسامراء
يباغته أطفال الحارة بالصلوات
يباغت غابة صفصاف الجبل الأخضر طير الشقراق
يبكي فيواسيه الصبية في شحات
ماذا يحزنك ؟
أبحث عن نبع أبولو بين ممرات الرومان
وأكواخ الايطاليين
أبحث عن فلاح عوينات
يباغت فاتنة الطرف الغربي من الدور
بباقات من ورد شقائق نعمان
تعليق