..
.
[poem=font="simplified arabic,7,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/30.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
السّجنُ كفرٌ كما الأَغلالُ كُفّارُ = أَعمى البصيرةِ خيرَ النَّاسِ يختارُ
والأَسرُ قبرٌ ومنْ في الأسرِ يعرفُهُ = الموتُ يدنـــو وتدنو قبلَه النَّارُ
والقيدُ منفىً فلا زوجٌ ولا ولدٌ = غابَ الصَّديقُ وعزَّ الجاهُ والجارُ
للهِ أَشكو إِذا يأْجوجُ قدْ فُتِحتْ = وداهــمتني مــــعَ الأَوهــــامِ أَفكارُ
حفرتُ بابًا إلى أَهلٍ سيوصلني = عبرَ الجدارِ وظفرُ الشَّوقِ حفَّارُ
تنامُ عيني وعينُ القلـبِ مُسْهدَةٌ = وجيشُ مأْجــــــوجَ فَرّارٌ وكَرّارُ
وحدي، وهذانِ حولي، ليسَ غيرُهما = يُصغي إِليَّ، هُما والضِّيقُ سُمَّارُ
يا صـــاحبيَّ، أَلا فتوى فأُدركُها؟ = في ذاتِ رؤْيا، أَلا مُفْتٍ وبشَّارُ؟
إِنِّي أَراني كمنْ قدْ كـــــانَ في نَهَرٍ = دونَ السَّفينةِ والإِلــــهامُ بحَّارُ
حتَّى صعدتُ على ظهرِ السّماءِ وما = وجدتُ غيمًا فأنّى ثَمَّ أَمطارُ
ماذا تقولانِ في الأَضغاثِ تحمــــلني = بِلا جناحٍ وثوبُ الليلِ ستَّارُ
إِلى هنالِكَ حيثُ العـــينُ شاخصةٌ = عينُ الأَحبّةِ فيها التَّوقُ إِعصارُ
أَهوي إِليهمْ على أَطــــلالِ أَفـــــئدةٍ = يقودُ روحِيَ إِقبالٌ وإِدبارُ
أَخشى عليَّ إذا أصحو، فقدّتُهُمُ = فالحلمُ وهمٌ ومثلُ البحرِ غدَّارُ
يا صاحبيَّ ومنْ لي اليومَ غيرُكما = أَنتَ الظّلامُ وهذا التّوأَمُ الغارُ
فلتسمعا لحديثِ الهـــــــمِّ أَسرُدهُ = كونا النّصيرَ فما في الكونِ أَنصارُ
قدْ تفهمانِ جنوني والضَّياعَ وقدْ = لا تفهمانِ.. وسدُّ الصَّبرِ ينهارُ
يا أَيُّها الغارُ قدْ ضاعَ الشَّبابُ وقدْ = حلَّ المشيبُ وما للشِّيبِ أَعذارُ
ليلي مُحيطٌ عظــيمُ المــوجِ ليسَ لهُ = خِلٌّ وفِيٌّ وكمْ في اليمِّ أَسرارُ
والوقتُ يجري وما في العمرِ مُتّسعٌ = والظَّنُّ أَنَّ جيوشَ الموتِ زُوّارُ
ويا ظلامي، صديقي رغمَ قسوتِهِ، = فالحضنُ تُرْبٌ وإِن الصَّدرَ أَحجارُ
هاتِ اليراعَ وأَوراقًا ومحبرةً = واذكرْ غلاظًا على الأَجسادِ قدْ جاروا
واكتبْ سؤالًا عنِ الأَمجادِ إِذْ فُقِدَتْ = و سيفِ جدّي وغمدٍ لفّهُ العارُ
سَلْ أَينَ خيلي وأَينَ العــدلُ ننشدُهُ = هلِ اشتراهُ منَ الأَسواقِ فُجَّارُ
يا صاحبيَّ كواني اليومَ صمتُكما = إِنَّ السّكوتَ عنِ الطُّغيانِ أَوزارُ
لوْ تُخبراني كما في كـــــلِّ نائرةٍ = متى ستأَتي عـــنِ الآمالِ أَخبارُ
نفسي حنانيكِ لا كرمٌ فنعصرُهُ = وشعرُ رأْسي لِطيرِ الموتِ أَوكارُ
حتّى الكواكبُ في أَحلامنا اندثرتْ = والشّمسُ ولَّتْ وولَّى البدرُ والدّارُ
وصاحباي، ودائِي منْ دوائِــــهما، = هذا أَصــمُّ وذا أَعشى وختّارُ
هذانِ ويحي وقدْ خاسا بعهدهــــما = وليسَ ينفعُ جرحَ الغدرِ عطّارُ
كيفَ الضِّياءُ سيأتي دونما قمــرٍ = لا بدَّ للنّـــــورِ أَنْ تعطيهِ أَقمارُ
يا نفسُ مهلًا فلا يفتنكِ في ختَلٍ = شيطانُ نزغٍ، هي الأَحداثُ أَقدارُ
وَقِي السُّقوطَ كنسرٍ عاشَ في قممٍ = وَعِي حروفي فهُنَّ اليومَ أَحرارُ
مذْ عهدِ يوسفَ والسَّجانُ منهمكٌ = في قهرِ يوسفَ والأَحزانُ سُعَّارُ
لكنَّ ربَّكِ منْ أَسرارِ حكـــمتِهِ = إِنْ شاءَ تنمُ خلالَ الصَّخرِ أَزهارُ
لذا فقرّي عيونًا إِنْ بكتْ ذرفتْ = جمرًا وسالتْ كما البركان أَنهارُ
لوذي بصبرٍ فما دامتْ لمنْ سبَقوا = والدّهرُ يومانِ إِنَّ الدَّهرَ دوَّارُ
وذا الزَّوالُ لقيظٍ حانَ مغــــرِبُهُ = صُمْتِ النَّهارَ وبعدَ الصَّومِ إِفطارُ
والليلُ يمضي وإِنْ طالتْ دقائقُهُ = يا ليلُ فاحذرْ جنودَ الفجرِ إِنْ ثاروا
[/poem]..
بقلم : م . رفعت زيتون
القدس
يوم الأسير
.
يا ليلُ فاحذرْ جنودَ الفجرِ ( إلى أسرى الحريّة)
.. إلى كلّ من نبض له قلب في زنزانة
وكان وحيدًا وليس سوى الظّلام والجدار.
إلى أسرى الحريّة في كلّ مكان .
إلى أسرى فلسطين
وكان وحيدًا وليس سوى الظّلام والجدار.
إلى أسرى الحريّة في كلّ مكان .
إلى أسرى فلسطين
.
[poem=font="simplified arabic,7,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/30.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
السّجنُ كفرٌ كما الأَغلالُ كُفّارُ = أَعمى البصيرةِ خيرَ النَّاسِ يختارُ
والأَسرُ قبرٌ ومنْ في الأسرِ يعرفُهُ = الموتُ يدنـــو وتدنو قبلَه النَّارُ
والقيدُ منفىً فلا زوجٌ ولا ولدٌ = غابَ الصَّديقُ وعزَّ الجاهُ والجارُ
للهِ أَشكو إِذا يأْجوجُ قدْ فُتِحتْ = وداهــمتني مــــعَ الأَوهــــامِ أَفكارُ
حفرتُ بابًا إلى أَهلٍ سيوصلني = عبرَ الجدارِ وظفرُ الشَّوقِ حفَّارُ
تنامُ عيني وعينُ القلـبِ مُسْهدَةٌ = وجيشُ مأْجــــــوجَ فَرّارٌ وكَرّارُ
وحدي، وهذانِ حولي، ليسَ غيرُهما = يُصغي إِليَّ، هُما والضِّيقُ سُمَّارُ
يا صـــاحبيَّ، أَلا فتوى فأُدركُها؟ = في ذاتِ رؤْيا، أَلا مُفْتٍ وبشَّارُ؟
إِنِّي أَراني كمنْ قدْ كـــــانَ في نَهَرٍ = دونَ السَّفينةِ والإِلــــهامُ بحَّارُ
حتَّى صعدتُ على ظهرِ السّماءِ وما = وجدتُ غيمًا فأنّى ثَمَّ أَمطارُ
ماذا تقولانِ في الأَضغاثِ تحمــــلني = بِلا جناحٍ وثوبُ الليلِ ستَّارُ
إِلى هنالِكَ حيثُ العـــينُ شاخصةٌ = عينُ الأَحبّةِ فيها التَّوقُ إِعصارُ
أَهوي إِليهمْ على أَطــــلالِ أَفـــــئدةٍ = يقودُ روحِيَ إِقبالٌ وإِدبارُ
أَخشى عليَّ إذا أصحو، فقدّتُهُمُ = فالحلمُ وهمٌ ومثلُ البحرِ غدَّارُ
يا صاحبيَّ ومنْ لي اليومَ غيرُكما = أَنتَ الظّلامُ وهذا التّوأَمُ الغارُ
فلتسمعا لحديثِ الهـــــــمِّ أَسرُدهُ = كونا النّصيرَ فما في الكونِ أَنصارُ
قدْ تفهمانِ جنوني والضَّياعَ وقدْ = لا تفهمانِ.. وسدُّ الصَّبرِ ينهارُ
يا أَيُّها الغارُ قدْ ضاعَ الشَّبابُ وقدْ = حلَّ المشيبُ وما للشِّيبِ أَعذارُ
ليلي مُحيطٌ عظــيمُ المــوجِ ليسَ لهُ = خِلٌّ وفِيٌّ وكمْ في اليمِّ أَسرارُ
والوقتُ يجري وما في العمرِ مُتّسعٌ = والظَّنُّ أَنَّ جيوشَ الموتِ زُوّارُ
ويا ظلامي، صديقي رغمَ قسوتِهِ، = فالحضنُ تُرْبٌ وإِن الصَّدرَ أَحجارُ
هاتِ اليراعَ وأَوراقًا ومحبرةً = واذكرْ غلاظًا على الأَجسادِ قدْ جاروا
واكتبْ سؤالًا عنِ الأَمجادِ إِذْ فُقِدَتْ = و سيفِ جدّي وغمدٍ لفّهُ العارُ
سَلْ أَينَ خيلي وأَينَ العــدلُ ننشدُهُ = هلِ اشتراهُ منَ الأَسواقِ فُجَّارُ
يا صاحبيَّ كواني اليومَ صمتُكما = إِنَّ السّكوتَ عنِ الطُّغيانِ أَوزارُ
لوْ تُخبراني كما في كـــــلِّ نائرةٍ = متى ستأَتي عـــنِ الآمالِ أَخبارُ
نفسي حنانيكِ لا كرمٌ فنعصرُهُ = وشعرُ رأْسي لِطيرِ الموتِ أَوكارُ
حتّى الكواكبُ في أَحلامنا اندثرتْ = والشّمسُ ولَّتْ وولَّى البدرُ والدّارُ
وصاحباي، ودائِي منْ دوائِــــهما، = هذا أَصــمُّ وذا أَعشى وختّارُ
هذانِ ويحي وقدْ خاسا بعهدهــــما = وليسَ ينفعُ جرحَ الغدرِ عطّارُ
كيفَ الضِّياءُ سيأتي دونما قمــرٍ = لا بدَّ للنّـــــورِ أَنْ تعطيهِ أَقمارُ
يا نفسُ مهلًا فلا يفتنكِ في ختَلٍ = شيطانُ نزغٍ، هي الأَحداثُ أَقدارُ
وَقِي السُّقوطَ كنسرٍ عاشَ في قممٍ = وَعِي حروفي فهُنَّ اليومَ أَحرارُ
مذْ عهدِ يوسفَ والسَّجانُ منهمكٌ = في قهرِ يوسفَ والأَحزانُ سُعَّارُ
لكنَّ ربَّكِ منْ أَسرارِ حكـــمتِهِ = إِنْ شاءَ تنمُ خلالَ الصَّخرِ أَزهارُ
لذا فقرّي عيونًا إِنْ بكتْ ذرفتْ = جمرًا وسالتْ كما البركان أَنهارُ
لوذي بصبرٍ فما دامتْ لمنْ سبَقوا = والدّهرُ يومانِ إِنَّ الدَّهرَ دوَّارُ
وذا الزَّوالُ لقيظٍ حانَ مغــــرِبُهُ = صُمْتِ النَّهارَ وبعدَ الصَّومِ إِفطارُ
والليلُ يمضي وإِنْ طالتْ دقائقُهُ = يا ليلُ فاحذرْ جنودَ الفجرِ إِنْ ثاروا
[/poem]..
بقلم : م . رفعت زيتون
القدس
يوم الأسير
.
تعليق