[frame="9 80"][
[frame="9 70"]
[/frame]
[frame="9 10"]
غزه..
***********************
.....
عند انفلاق الفجر
من جسد القذيفة..
تنحني كانت لتعجن
لصبية ماتوا رغيفا
**
ثم فاض البحر ... جرحا
وشتاء مهملا
ثم خريفا
من يسوي خصلة الشعر التي
لم تجد كتفا
يعانقهــــــا
اذا مال النسيم
والغصون اجهشت
تبكي حفيفا
**
انه الرمل
تيمم للصلاة
لم يجد في البحر
امواجا ..
نظيفة
يا ايها
الآتون
هذا لحمنا
إقرأ
على الاشواك
لا تخشى نزيفا
إقرأ
هذا كتاب البحر..
اين عيونك؟؟
ان القبور في الظلام..مخيفة!!!
كم أنت وحدك!!
*****************
في زرقة اللحظات تمضي
ودمــــك
غابة الفيروز
يغمرها ..الرحيل
كم أنت وحدك
تتوكأ على
ظهر الجبال
وتقطب
جرح الليالي
بما
تنامى
في الخيال
من نخيل
**
كم أنت وحدك
لا قبلك أحد
ولا سيكون بعدك
وجهك
القمر
المثقب بالرصاص
دمك الاسفلت
والاسمنت
ونجمة الصبح
على جبين حصان الليل
وقد
أفنى الصهيل
**
كم انت وحدك!
حين تذبحك البلاد
كم أنت وحدك
حين تكفر بالعباد..
حينما تركوا السبيل
كم انت وحدك ..حينما تلوي بيدك
عنق وجه المستحيل..
موطني
*******************
من بين الوجوه
اعشق وجه أمي
وأم اولادي
ومن بين البلاد
لا اعشق بلادا
سوى وجه بلادي
**
وكلما
تمايلت
زهرة او شجرة
بسماء بلادي
أشعر بنبض
يعصف بروحي
و يشعل فؤادي
فأصرخ
يا موطني
صرخة تمتد
من تراب القبر
للحظة الميلاد...
المدينة الجائعة..
************************
شمس تنام للظهيرة
لا رغبة
للصبح حين يأتي غزة
كي يوقظ
وجع العيون
حين تبحث عن رغيف
ثم لا تجد اخيرا
**
لا رغبة للبحر
أن يزرع الرمل نخيلا
لا يوزع
على الفقراء علنا
حين تصحو الام صبحا
فلا تجد حليبا للصغار
وتعصر ثدييها
عصرا..
والصخورا..
**
عمَّ قليل
سيستيقظ الشهداء
ويلطمون على الخدود
ويمزقون
ما كتبوا
بالدم
من شعر بات رخيصا
في زمان العهر هذا
حين تنكشف كل عورات السلطة
من الكبيرة للصغيرة
**
يا ايها الناس
لا تخرجوا للشوارع ....أخرجوا لا تنحرجوا
لان الشوارع قد تغدو قبورا
نافذه للوضوح
*****************************
لا ظل لدمه
ولا ضوء لعينيه الذابلتين
ولا ورد يكبر
فوق مأتمه
الذي يورق الصمت عليه
دون اذن من احد..
**
هي الرصاصة كانت
وجه ضحكته الاخيرة
حين لم يره احد
تنفسته الحقول
ثم صار حارقا
مثلما شمس الظهيرة
لم ينم نومة الصبح
لكنه
أطل
فوق غاب الانفعال
يشد الرياح اليه
والظلال والجسد
**
ويقول:
ليس في الموت غموض
انما كل الغموض
في حياة.. حزنها صار بلد
المفاجأه..
ظنه البعض مات
لكنه جاء..من قعر الصمت الى قمة المفاجأة
قال البعض: لعنه الله
كنا قرأنا عليه الفاتحة
من باب انه
لا تجوز على الاموات سوى الرحمة
ماذا سنفعل
وها هو حي..
سرق غفوتنا بغيابه
ومزق فرحنا
وسيأكل كل ما تلد الارض من القمح والارغفة
فبطنه هو بيت مالنا
ومفاتيح حساباته تنوء عنها العصبة
ونحن يقتلنا الرغيف
وحبة الدواء
ونفرح كثيرا لفقاعة الصابون
التي تغسل عن اصابعنا حروق البارحه
***
ظنه البعض مات إلا انا
لانني لا افرق بين الحراذين
كلها تهز رؤوسها
في صلاة لا تنتهي
في غابات لا تجيد سوى التصفيق
والسباحة في الدم
والحزن المستقيم..
قلت للذي انتحر من فرحه قبل قليل
لماذا لم تعصب عينيك
وانت تقفز من الطابق العاشر
لعلك تسقط على من تكره
قال :لا بأس ..
لقد اخذت كل ما احب معي!!
**
قلت له: لا تتأخر
هو الصبح يكتب احلامنا وينتهي
والدمع لغة العاجزين عن الضحك
أما انت
فأنت المدينة البحرية الوحيدة
وانت الرصاصة
الاخيرة..
والوحيدة
وانت ما ينهمر
على الاوراق حبرا
قبل ان يكتب البحر القصيدة
**
قال الراوي:
لا تبحثوا عنه في الاشياء الممزقة
ولا تنفخوا في الرماد
بعدما الغاب احترق
عودوا الى بيوتكم القديمة
وقد تجدوه في البحر ملحا
وقد تجدوه عند غياب الشمس
بعض دماء
في الشفق..
مقبرة الشهداء
***************************
جميع الاضواء نامت
إلا مقبرة الشهداء
وحذاء محمد
فوق الماء
واحببت البحر
حتى ادمنت الشهوة
وزرعت الملح
فوق اللغة
وكتبت درس الاملاء
غزة تصحو
غزة تنام
إلا مقبرة الشهداء
**
وقف الفجر
عند الحاجز
ثم تساءل
من وضع اكياس الرمل
كي يغتال
عسل النحل
وهموم الناس الفقراء
هذا الفجر لا يشبهنا
صرخ محمد
ثم قذف البحر بحجر
ثم صار سرب فراش
ثم طار في الاجواء
**
قلب غزة
لا يخون
شكل الرمل
لا يفهم لغة الشعراء
قلب غزة كالتابوت
إن تقرعه
منه تفر
اسراب طيور حمراء
طيور
كجمر جهنم
لا تخشى صيفاً وشتاء
تبحث عن ماء في الرمل
تبحث عن خيز في الزبل
لا تهوى شجراً
او ظلاً
لا تعشق
في الموت بكاء
من بعرف غزه
قد يدرك
ان البحر هناك طفل
يتسلى بالرنل ليلاً
يبني خياماً
وأكواخا
ويكتب
او يرسم موجًا
فيه الاف الاشياء
ويحفظ
عن ظهر قلب
اسماء
كل
الشهداء..
**
وكلهم هناك
يفهمون الجوع
ويفهمون الجوع
ويفهمون العطش
ويفهمون ان اللقمة والطلقة
هي قسمة مقسومة
توزع في الليل
كحصص التموين
والماء والهواء
ويفهمون ان
غزة لا تتوسل
لا بردا في الحر
او دفئا في بالشتاء
ومحمد
لا ينكر
بأنه لا يملك
سوى فردة حذاء
بها يضرب بحرا
وبها يضرب برا
وبها يؤدب
كل من تمادى
ثم القى زبلا
بمقبرة الشهداء
لانه يقول..
ممنوع ممنوع
إلقاء الاوساخ
على تلك القبور
لانهم هناك
احياء احياء
أحياء...
احياء...
فوضى الحواس
***************************
*في الواقع احببت دائما الكتاب الذين تكمن عظمتهم في كونهم يقولون لنا الاشياء الاكثر ألما وجدية باستخفاف يذهلنا*
أحلام مستغاغي
(فوضى الحواس)
هو وحده الان
بين الصخور كالزبد
هو وحده الان
يعبث بالفراغ
والبرودة
والابد
غاب عن الاشياء
ترك مقعده هناك
منذ ...ما ...عاد احد
**
وجهه خلف اطار وزجاج
مثلما البحر الكبير يلهث
خلف
انكسارات الظلال
حزنه
اغتال الزمان والمكان والبلد
**
هو وحده الان يرى الاشياء
التي وحده صار يراها
وأنا..
اقف مذهولا
امام شاربيه
اللذين يرفضان
ان يتواضعا
حتى
بعد طلوع الروح
من ذاك الجسد
هو وحده الان
عميق كالسكون
هو وحده بين الصخور كالزبد...
*ليست مفاجأة
***************************
مساحات من المفاجأة
تورق بأعشاب مرهقة
على جسد ارض
تحفل بالذهول
وخيط من الضوء
ينتشل من عتمة اللحظات
بعض اوهام المواسم
حين تعشقها الفصول..
**
لم يكن الغاب
يستعجل بكاء الغيم
لكنه الشجر احترق
لا يعشق الشجر الخريف
ولكن ما معنى ان تأتي الرياح
ثم لا يبكي الورق
**
هكذا هي الاشياء
نقائض تتمازج في رحم اللحظات الاتية
كي تولد الاشياء
التي نضحك منها
ونبكي منها
ونجلس خلف الغروب
نثرثر
ونلحث لها عن تفاصيل تطمئننا
اننا لن نموت هذه الليلة
وسنستيقظ عند الصباح
لنفترس وجوه المارة
ةنقلب صفحات من الحبر
لم تنشر نبأ وفاتنا
التي لم تكن مفاجأة لأحد..
**
لم يكن خلف النعش
الا بعض من يخشون أن يكونوا قد ماتوا..
والذي سلفته بعض المال
كي يتأكد
من انك دفنت
ولن تطالبه بحقك ابدا
**
كانت الحفرة الضيقة
اقصر من ذلك بكثير
لم تأبه لذلك
واعلنت انك
لن تستقبل احدا
وتركت الرصيف
يبحث عن خطوات رجل مضى
يكره المساءات المكتظة برجال الاعمال
وبعقول البغال
وببعض الذين يدعون بالتقوى
ويعشقون البورصة..
**
لم تترك أي رسالة
ولم تهدي أي قصيدة
كل ما فعلت انك
تركت حذاء
قد يمشي من دونك
يدوس الكلمات الباردة
والمجاملات المجانية
والانحناءات المفتعلة
امام المعاطف المكتظة بالفرو الناعم(النس)
أرصفة للرحيل
**************************
وجع قادم
من عتمة لحظات يرهقها النسيان
والطرقات باردة
بلا مارة يتقيأون ويثرثرون
ويسرقون عن حبال الغسيل
ثيابا مبلولة
بماء شتاء وسخ
**
وجع قادم
والحانه مقفلة
ومن خلف زجاجها المكتظ برائحة القيء
وبخار الانفاس والتبغ
يتثاءب الليل العاطل
عن استقبال جرذان الطرقات
وعشاق الليل الصغار
المدمنين على الاحجار والمواعيد
**
وجع قادم
وارملة تلتحف بكل السواد
تركض بطفلين
والدهما مات شهيدا
تسأل
اين اجد ابا ذر
لاقول له
العيش مر
والموت مر
والليل مر..
والصبح مر..
لم تقل شيئا
نظرت الى قيره
الى القمر في عتمة الليل
وبكت
وقالت: لم اعتد غيابك
وسأظل واقفة
على شرفة الرحيل
الوح لك
بمنديل دمعي
وابتسم لاجلك
كيف استرحت
ورحلت عن مدينة
تأكل اولادها
لم اعتد غيابك
لكنني
سأظل اعلق
الملاءة الزرقاء السماوية
وافترش يديك وسادتين
واقول لك:
(رأسي فوضى محطات القطار..وانا لاجئ الوقت لا الارصفة)
غزة..
*وما كان هو ما سيكون!!!*
****************************
فجر من الاقحوان
يطل من بين حاجبيه النبويين
وغزة تركض كغزالة من الوهم
تتعرى من ثياب الامس المهملة
والبحر يخلع ثوب الاوساخ
على شاطئ
يكتظ بالاسفلت والاسمنت
والاطفال الوسخين
وعبد الله
بنهر حمارته المتعبة
ويلوح بعلم يحتاج للكثير من الغسل
ويضبط ساعة الرمل
التي تأخرت كثيرا
تحت اقدام الجند
وجنازير الدبابات الحاقدة
**
الشمس هذا الصبح
لا تشبه شمس الامس
والمخيم..
خلع معاطفه المقطبة
بضبط النفس
وخرج حافيا
عاريا
يرحب بفجر
له رائحة الطوابين
يورق
بصلوات العصافير..
التي تكره الجنود..
لم يكن محمد قد عاد بدراجته
من مطاردة
الاتال الدبابات
ومكعبات الاسمنت
التي غابت خلف كثبان الرمل الناشفة
وبائع الكعك
لم ينتظر
أمام المعبر ذاك الصبح
مناديا على بضاعته
لطوابير الوجوه العاطلة عن العمل
نادت زينب
بالنسوة
ما وقوفكن
نظفن المقابر
من الاشواك
واكاليل الورد الناشفة
فبعد قليل
سيصحو الشهداء من النوم
وتكبر
على هذا الرمل
اشجار نخيل وعنب
قال عجوز خرج لتوه
من قبضة الصحو
لا تستعجلن الفرح
فان ما كان
هو ما سيكون
عاد محمد بلا دراجته
ونادى يا أبي...
يا أبي..
خبئني..
انهم يطلقون النار من جديد...
*برانويا*
******************************
*ليس بعيدا ان يكون الشعر وجها من وجوه الانفصام
وليس غريبا ان يكون الانفصام وجها من وجوه الشعر..*
(يعقوب احمد يعقوب)
1- مطر من المفردات
يبلل اطراف الجفاف
في طقوس الذاكرة..
والحزن
نبيذ تعتق
في جرار الوهم
والنجم
فراشة تحط
على اسلاك اليقظة
ثم تمضي
كشراع في زرقة الحزن
والبحر
ثوب
للسنين العابرة
يا ايها الفرح
انه الصبح بعيد
انه القلب وحيد
نبضه موج يموت
حين يلقي البر شوقا
بعض اخشاب تهاوت
بعض احلام تهاوت
في اكتمال الدائرة
*
2- بين الخطوة والخطوة
تمتد مسافات
تحمل ملامح المفاجأة القاسية
3-حين يخلع البحر
ثياب الزبد على جسد البر العاري
فأن بعض الاشياء
تكون للحزن اقرب
من تساقط اوراق متعبة
عن جسد شجرة
تهم باغتصابها العاصفة
وحين
تجف الدمعة
يبقى من الملح
بزاوية العين
ما يوقظ الدمعة الاتية
4-
وحين ينكسر القلب
تتدفق منه
آلاف الجراح المتعبة
تماما
كما تفر الاطيار
من قفص
ليس بحثا عن حبوب سنبلة
ولكن بحثا
عن ضوء بعيد
في افق من الحرية والزرقة والشعور بالزمن..
5- والموت
سيظل دائما
هو الجريمة المتكاملة
وكلنا نعرف كم هو قريب
ولكن نحاول ان ننظر اليه من خلال منظار مقلوب
لنراه ابعد..
6- هي الوحدة
تجرح تماما كالسكين
وكلنا نكبر
مع انفسنا
ونحاول ان نيحث عن اشياء
تعرفنا
ببعضنا اكثر
ولكننا في النهاية
نموت كالغرباء
ما نجهله عن انفسنا
يظل مم نعرفه اكبر
ويبقى السؤال
يبحث عن جواب
ويبقى الجواب من السؤال اصغر
وبعد قليل
ستهب الرياح
وتسقط الاوراق
ويبقى ينتظر من ينتظر
ان تعود الشمس
ذات صباح
لتكشف
من منا هنا
ومن منا تأخر
ما من شمعة بأمكانها
ان تضيء كل العتمة
ولكن بدونها
سيهرب موضع الخطوة
ثم قد لا نراه اكثر..
::منحوتة حجرية::
***************************
1- زوبعة من الرمل انجبتني..
في ظلال النخل المهاجر
في واد دون زرع
او مطر..
2- وقبائل من الموتى الرحل هاجمتني..
وركضت خلف الضوء
ابحث في كتاب الرمل
عن أثر..
3- وسألت الله:
اين أمي..؟؟
وسألت الله:
اين المفر؟؟
4- وسألت الريح : اين وجهي؟؟
وسألت الغاب:
اين الشجر؟؟
5- وبكيت
حين ادركني انكساري
ووزعت اصابعي
نزفا
على وجع الوتر
ورقصت
كالطائر المذبوح
فوق جرحي
ورسمت بالدم
بعض الصور
وكسّرت الربابة
فو رأسي
وقذفت قلبي
وقلت: بسم الله
حجر حجر..
حجر يكسر ما تنامى
من المرايا...
وحجر يمحو ما تراكم..
من خطايا
حجر يفجر الف عين
في الحجر
حجر يرتب ما تبعثر
من حكايا
حجر يلملم
ما تمزق من صور
حجر ..
حجر...
[/frame][/frame]
size="7"][frame="9 80"]
كتاب البحر
غزة وأشياء أخرى
يعقوب أحمد يعقوب[/frame][/size]
كتاب البحر
غزة وأشياء أخرى
يعقوب أحمد يعقوب[/frame][/size]
[frame="9 70"]

[frame="9 10"]
غزه..
***********************
.....
عند انفلاق الفجر
من جسد القذيفة..
تنحني كانت لتعجن
لصبية ماتوا رغيفا
**
ثم فاض البحر ... جرحا
وشتاء مهملا
ثم خريفا
من يسوي خصلة الشعر التي
لم تجد كتفا
يعانقهــــــا
اذا مال النسيم
والغصون اجهشت
تبكي حفيفا
**
انه الرمل
تيمم للصلاة
لم يجد في البحر
امواجا ..
نظيفة
يا ايها
الآتون
هذا لحمنا
إقرأ
على الاشواك
لا تخشى نزيفا
إقرأ
هذا كتاب البحر..
اين عيونك؟؟
ان القبور في الظلام..مخيفة!!!
كم أنت وحدك!!
*****************
في زرقة اللحظات تمضي
ودمــــك
غابة الفيروز
يغمرها ..الرحيل
كم أنت وحدك
تتوكأ على
ظهر الجبال
وتقطب
جرح الليالي
بما
تنامى
في الخيال
من نخيل
**
كم أنت وحدك
لا قبلك أحد
ولا سيكون بعدك
وجهك
القمر
المثقب بالرصاص
دمك الاسفلت
والاسمنت
ونجمة الصبح
على جبين حصان الليل
وقد
أفنى الصهيل
**
كم انت وحدك!
حين تذبحك البلاد
كم أنت وحدك
حين تكفر بالعباد..
حينما تركوا السبيل
كم انت وحدك ..حينما تلوي بيدك
عنق وجه المستحيل..
موطني
*******************
من بين الوجوه
اعشق وجه أمي
وأم اولادي
ومن بين البلاد
لا اعشق بلادا
سوى وجه بلادي
**
وكلما
تمايلت
زهرة او شجرة
بسماء بلادي
أشعر بنبض
يعصف بروحي
و يشعل فؤادي
فأصرخ
يا موطني
صرخة تمتد
من تراب القبر
للحظة الميلاد...
المدينة الجائعة..
************************
شمس تنام للظهيرة
لا رغبة
للصبح حين يأتي غزة
كي يوقظ
وجع العيون
حين تبحث عن رغيف
ثم لا تجد اخيرا
**
لا رغبة للبحر
أن يزرع الرمل نخيلا
لا يوزع
على الفقراء علنا
حين تصحو الام صبحا
فلا تجد حليبا للصغار
وتعصر ثدييها
عصرا..
والصخورا..
**
عمَّ قليل
سيستيقظ الشهداء
ويلطمون على الخدود
ويمزقون
ما كتبوا
بالدم
من شعر بات رخيصا
في زمان العهر هذا
حين تنكشف كل عورات السلطة
من الكبيرة للصغيرة
**
يا ايها الناس
لا تخرجوا للشوارع ....أخرجوا لا تنحرجوا
لان الشوارع قد تغدو قبورا
نافذه للوضوح
*****************************
لا ظل لدمه
ولا ضوء لعينيه الذابلتين
ولا ورد يكبر
فوق مأتمه
الذي يورق الصمت عليه
دون اذن من احد..
**
هي الرصاصة كانت
وجه ضحكته الاخيرة
حين لم يره احد
تنفسته الحقول
ثم صار حارقا
مثلما شمس الظهيرة
لم ينم نومة الصبح
لكنه
أطل
فوق غاب الانفعال
يشد الرياح اليه
والظلال والجسد
**
ويقول:
ليس في الموت غموض
انما كل الغموض
في حياة.. حزنها صار بلد
المفاجأه..
ظنه البعض مات
لكنه جاء..من قعر الصمت الى قمة المفاجأة
قال البعض: لعنه الله
كنا قرأنا عليه الفاتحة
من باب انه
لا تجوز على الاموات سوى الرحمة
ماذا سنفعل
وها هو حي..
سرق غفوتنا بغيابه
ومزق فرحنا
وسيأكل كل ما تلد الارض من القمح والارغفة
فبطنه هو بيت مالنا
ومفاتيح حساباته تنوء عنها العصبة
ونحن يقتلنا الرغيف
وحبة الدواء
ونفرح كثيرا لفقاعة الصابون
التي تغسل عن اصابعنا حروق البارحه
***
ظنه البعض مات إلا انا
لانني لا افرق بين الحراذين
كلها تهز رؤوسها
في صلاة لا تنتهي
في غابات لا تجيد سوى التصفيق
والسباحة في الدم
والحزن المستقيم..
قلت للذي انتحر من فرحه قبل قليل
لماذا لم تعصب عينيك
وانت تقفز من الطابق العاشر
لعلك تسقط على من تكره
قال :لا بأس ..
لقد اخذت كل ما احب معي!!
**
قلت له: لا تتأخر
هو الصبح يكتب احلامنا وينتهي
والدمع لغة العاجزين عن الضحك
أما انت
فأنت المدينة البحرية الوحيدة
وانت الرصاصة
الاخيرة..
والوحيدة
وانت ما ينهمر
على الاوراق حبرا
قبل ان يكتب البحر القصيدة
**
قال الراوي:
لا تبحثوا عنه في الاشياء الممزقة
ولا تنفخوا في الرماد
بعدما الغاب احترق
عودوا الى بيوتكم القديمة
وقد تجدوه في البحر ملحا
وقد تجدوه عند غياب الشمس
بعض دماء
في الشفق..
مقبرة الشهداء
***************************
جميع الاضواء نامت
إلا مقبرة الشهداء
وحذاء محمد
فوق الماء
واحببت البحر
حتى ادمنت الشهوة
وزرعت الملح
فوق اللغة
وكتبت درس الاملاء
غزة تصحو
غزة تنام
إلا مقبرة الشهداء
**
وقف الفجر
عند الحاجز
ثم تساءل
من وضع اكياس الرمل
كي يغتال
عسل النحل
وهموم الناس الفقراء
هذا الفجر لا يشبهنا
صرخ محمد
ثم قذف البحر بحجر
ثم صار سرب فراش
ثم طار في الاجواء
**
قلب غزة
لا يخون
شكل الرمل
لا يفهم لغة الشعراء
قلب غزة كالتابوت
إن تقرعه
منه تفر
اسراب طيور حمراء
طيور
كجمر جهنم
لا تخشى صيفاً وشتاء
تبحث عن ماء في الرمل
تبحث عن خيز في الزبل
لا تهوى شجراً
او ظلاً
لا تعشق
في الموت بكاء
من بعرف غزه
قد يدرك
ان البحر هناك طفل
يتسلى بالرنل ليلاً
يبني خياماً
وأكواخا
ويكتب
او يرسم موجًا
فيه الاف الاشياء
ويحفظ
عن ظهر قلب
اسماء
كل
الشهداء..
**
وكلهم هناك
يفهمون الجوع
ويفهمون الجوع
ويفهمون العطش
ويفهمون ان اللقمة والطلقة
هي قسمة مقسومة
توزع في الليل
كحصص التموين
والماء والهواء
ويفهمون ان
غزة لا تتوسل
لا بردا في الحر
او دفئا في بالشتاء
ومحمد
لا ينكر
بأنه لا يملك
سوى فردة حذاء
بها يضرب بحرا
وبها يضرب برا
وبها يؤدب
كل من تمادى
ثم القى زبلا
بمقبرة الشهداء
لانه يقول..
ممنوع ممنوع
إلقاء الاوساخ
على تلك القبور
لانهم هناك
احياء احياء
أحياء...
احياء...
فوضى الحواس
***************************
*في الواقع احببت دائما الكتاب الذين تكمن عظمتهم في كونهم يقولون لنا الاشياء الاكثر ألما وجدية باستخفاف يذهلنا*
أحلام مستغاغي
(فوضى الحواس)
هو وحده الان
بين الصخور كالزبد
هو وحده الان
يعبث بالفراغ
والبرودة
والابد
غاب عن الاشياء
ترك مقعده هناك
منذ ...ما ...عاد احد
**
وجهه خلف اطار وزجاج
مثلما البحر الكبير يلهث
خلف
انكسارات الظلال
حزنه
اغتال الزمان والمكان والبلد
**
هو وحده الان يرى الاشياء
التي وحده صار يراها
وأنا..
اقف مذهولا
امام شاربيه
اللذين يرفضان
ان يتواضعا
حتى
بعد طلوع الروح
من ذاك الجسد
هو وحده الان
عميق كالسكون
هو وحده بين الصخور كالزبد...
*ليست مفاجأة
***************************
مساحات من المفاجأة
تورق بأعشاب مرهقة
على جسد ارض
تحفل بالذهول
وخيط من الضوء
ينتشل من عتمة اللحظات
بعض اوهام المواسم
حين تعشقها الفصول..
**
لم يكن الغاب
يستعجل بكاء الغيم
لكنه الشجر احترق
لا يعشق الشجر الخريف
ولكن ما معنى ان تأتي الرياح
ثم لا يبكي الورق
**
هكذا هي الاشياء
نقائض تتمازج في رحم اللحظات الاتية
كي تولد الاشياء
التي نضحك منها
ونبكي منها
ونجلس خلف الغروب
نثرثر
ونلحث لها عن تفاصيل تطمئننا
اننا لن نموت هذه الليلة
وسنستيقظ عند الصباح
لنفترس وجوه المارة
ةنقلب صفحات من الحبر
لم تنشر نبأ وفاتنا
التي لم تكن مفاجأة لأحد..
**
لم يكن خلف النعش
الا بعض من يخشون أن يكونوا قد ماتوا..
والذي سلفته بعض المال
كي يتأكد
من انك دفنت
ولن تطالبه بحقك ابدا
**
كانت الحفرة الضيقة
اقصر من ذلك بكثير
لم تأبه لذلك
واعلنت انك
لن تستقبل احدا
وتركت الرصيف
يبحث عن خطوات رجل مضى
يكره المساءات المكتظة برجال الاعمال
وبعقول البغال
وببعض الذين يدعون بالتقوى
ويعشقون البورصة..
**
لم تترك أي رسالة
ولم تهدي أي قصيدة
كل ما فعلت انك
تركت حذاء
قد يمشي من دونك
يدوس الكلمات الباردة
والمجاملات المجانية
والانحناءات المفتعلة
امام المعاطف المكتظة بالفرو الناعم(النس)
أرصفة للرحيل
**************************
وجع قادم
من عتمة لحظات يرهقها النسيان
والطرقات باردة
بلا مارة يتقيأون ويثرثرون
ويسرقون عن حبال الغسيل
ثيابا مبلولة
بماء شتاء وسخ
**
وجع قادم
والحانه مقفلة
ومن خلف زجاجها المكتظ برائحة القيء
وبخار الانفاس والتبغ
يتثاءب الليل العاطل
عن استقبال جرذان الطرقات
وعشاق الليل الصغار
المدمنين على الاحجار والمواعيد
**
وجع قادم
وارملة تلتحف بكل السواد
تركض بطفلين
والدهما مات شهيدا
تسأل
اين اجد ابا ذر
لاقول له
العيش مر
والموت مر
والليل مر..
والصبح مر..
لم تقل شيئا
نظرت الى قيره
الى القمر في عتمة الليل
وبكت
وقالت: لم اعتد غيابك
وسأظل واقفة
على شرفة الرحيل
الوح لك
بمنديل دمعي
وابتسم لاجلك
كيف استرحت
ورحلت عن مدينة
تأكل اولادها
لم اعتد غيابك
لكنني
سأظل اعلق
الملاءة الزرقاء السماوية
وافترش يديك وسادتين
واقول لك:
(رأسي فوضى محطات القطار..وانا لاجئ الوقت لا الارصفة)
غزة..
*وما كان هو ما سيكون!!!*
****************************
فجر من الاقحوان
يطل من بين حاجبيه النبويين
وغزة تركض كغزالة من الوهم
تتعرى من ثياب الامس المهملة
والبحر يخلع ثوب الاوساخ
على شاطئ
يكتظ بالاسفلت والاسمنت
والاطفال الوسخين
وعبد الله
بنهر حمارته المتعبة
ويلوح بعلم يحتاج للكثير من الغسل
ويضبط ساعة الرمل
التي تأخرت كثيرا
تحت اقدام الجند
وجنازير الدبابات الحاقدة
**
الشمس هذا الصبح
لا تشبه شمس الامس
والمخيم..
خلع معاطفه المقطبة
بضبط النفس
وخرج حافيا
عاريا
يرحب بفجر
له رائحة الطوابين
يورق
بصلوات العصافير..
التي تكره الجنود..
لم يكن محمد قد عاد بدراجته
من مطاردة
الاتال الدبابات
ومكعبات الاسمنت
التي غابت خلف كثبان الرمل الناشفة
وبائع الكعك
لم ينتظر
أمام المعبر ذاك الصبح
مناديا على بضاعته
لطوابير الوجوه العاطلة عن العمل
نادت زينب
بالنسوة
ما وقوفكن
نظفن المقابر
من الاشواك
واكاليل الورد الناشفة
فبعد قليل
سيصحو الشهداء من النوم
وتكبر
على هذا الرمل
اشجار نخيل وعنب
قال عجوز خرج لتوه
من قبضة الصحو
لا تستعجلن الفرح
فان ما كان
هو ما سيكون
عاد محمد بلا دراجته
ونادى يا أبي...
يا أبي..
خبئني..
انهم يطلقون النار من جديد...
*برانويا*
******************************
*ليس بعيدا ان يكون الشعر وجها من وجوه الانفصام
وليس غريبا ان يكون الانفصام وجها من وجوه الشعر..*
(يعقوب احمد يعقوب)
1- مطر من المفردات
يبلل اطراف الجفاف
في طقوس الذاكرة..
والحزن
نبيذ تعتق
في جرار الوهم
والنجم
فراشة تحط
على اسلاك اليقظة
ثم تمضي
كشراع في زرقة الحزن
والبحر
ثوب
للسنين العابرة
يا ايها الفرح
انه الصبح بعيد
انه القلب وحيد
نبضه موج يموت
حين يلقي البر شوقا
بعض اخشاب تهاوت
بعض احلام تهاوت
في اكتمال الدائرة
*
2- بين الخطوة والخطوة
تمتد مسافات
تحمل ملامح المفاجأة القاسية
3-حين يخلع البحر
ثياب الزبد على جسد البر العاري
فأن بعض الاشياء
تكون للحزن اقرب
من تساقط اوراق متعبة
عن جسد شجرة
تهم باغتصابها العاصفة
وحين
تجف الدمعة
يبقى من الملح
بزاوية العين
ما يوقظ الدمعة الاتية
4-
وحين ينكسر القلب
تتدفق منه
آلاف الجراح المتعبة
تماما
كما تفر الاطيار
من قفص
ليس بحثا عن حبوب سنبلة
ولكن بحثا
عن ضوء بعيد
في افق من الحرية والزرقة والشعور بالزمن..
5- والموت
سيظل دائما
هو الجريمة المتكاملة
وكلنا نعرف كم هو قريب
ولكن نحاول ان ننظر اليه من خلال منظار مقلوب
لنراه ابعد..
6- هي الوحدة
تجرح تماما كالسكين
وكلنا نكبر
مع انفسنا
ونحاول ان نيحث عن اشياء
تعرفنا
ببعضنا اكثر
ولكننا في النهاية
نموت كالغرباء
ما نجهله عن انفسنا
يظل مم نعرفه اكبر
ويبقى السؤال
يبحث عن جواب
ويبقى الجواب من السؤال اصغر
وبعد قليل
ستهب الرياح
وتسقط الاوراق
ويبقى ينتظر من ينتظر
ان تعود الشمس
ذات صباح
لتكشف
من منا هنا
ومن منا تأخر
ما من شمعة بأمكانها
ان تضيء كل العتمة
ولكن بدونها
سيهرب موضع الخطوة
ثم قد لا نراه اكثر..
::منحوتة حجرية::
***************************
1- زوبعة من الرمل انجبتني..
في ظلال النخل المهاجر
في واد دون زرع
او مطر..
2- وقبائل من الموتى الرحل هاجمتني..
وركضت خلف الضوء
ابحث في كتاب الرمل
عن أثر..
3- وسألت الله:
اين أمي..؟؟
وسألت الله:
اين المفر؟؟
4- وسألت الريح : اين وجهي؟؟
وسألت الغاب:
اين الشجر؟؟
5- وبكيت
حين ادركني انكساري
ووزعت اصابعي
نزفا
على وجع الوتر
ورقصت
كالطائر المذبوح
فوق جرحي
ورسمت بالدم
بعض الصور
وكسّرت الربابة
فو رأسي
وقذفت قلبي
وقلت: بسم الله
حجر حجر..
حجر يكسر ما تنامى
من المرايا...
وحجر يمحو ما تراكم..
من خطايا
حجر يفجر الف عين
في الحجر
حجر يرتب ما تبعثر
من حكايا
حجر يلملم
ما تمزق من صور
حجر ..
حجر...
[/frame]
تعليق