لحظة الغياب الأولى ...خيال شارد...دمعة ترسم نفسها على رماد النوافذ...ضياع المفردات ...اغتراب اللغة....رقص السماء على إيقاع أغنية غريبة الكلمات....انتحاري على بلاط المعبد الوثني...وانتصاري على آلهة الموت...وفتاة تفك ضفائرها لتستلقي وتريح جسدها التعب من صور توالت فيها بشاعة الدم المتشابه....تحاول تنويم الروح وإيقاظ خيالات لفجر يبتسم على شفاه صغير يعيش فيها...وتتمنى النوم...يفر منها بعيدا تاركا جسدا
يقاوم اليقظة ....ويستمر الكر والفر وينتصر القلق والأرق...تطل من نافذتها تجد ورود حديقتها أعلنت الغضب فنفحت عبيرها لتغرد كل طيور الأرض نشيد الخلاص ...ويستمر المد وتزداد لزوجة الدم...ويتمترس الطغاة خلف بشاعتهم...خائفين من طفل يبحث في سجلات التاريخ عن أشباههم....يرسمهم بيده الرقيقة ويحدد ملامحهم ...رحل الخوف من داخله ...وبدأ يتلو سورة الرحيل...ارحلوا من ترابنا ...من هوائنا...من مائنا...من دمائنا...أحلامنا...من كل ما لنا.
سوريا بكل ما فيها من عشقنا الوردي النازف....وصوت عزتنا الهاتف...ووجودنا الأبدي الهادف...سوريا حلمنا الأول...وشغفنا الأجمل...أصوات حناجرهم تبعث فينا الأمل....وترمم فينا ما انكسر...وتعلن بكل حدتها وجمالها أنهم ماضون لكتابة التاريخ من جديد.
تعليق