عن رحلتي الطويلة المسار
أشكو إليكَ سيِّدي
مَواجعي الدفينَه ْ
أشكو إليكَ غُربَتي
ولوعتي .. وضَيعتي
في هذه السفينَه ْ
أشكو إليكَ سيِّدي
ضَراوةَ التَّــيَّارْ
أشكو إليك
ما لقيتُ من تهاوُنِ الرُّبَّانْ
يا سيِّدي ؛ أصابَني الدّوارْ
فأوقِفِ المَسارْ
فرحلتي يا سيِّدي ليس لها عنوان
وليس لي هنا مؤانسٌ ..
فكلُّهم قدِ ارتَدَى القِناع ْ
أوقِفْ بأيِّ مَرفإٍ
فمَركبي حِصارْ
أشكو إليكَ سيِّدي تَباعُدَ الدِّيارْ
خُذِ المَتاعَ كلَّهُ وأنزِلِ الشِّراع ْ
خُذْ ما لديَّ من رِهانْ
فإنَّني إنْ لم تقِف
سأنـــْقــُـرُ الألواحَ والجِدارْ
وأرتَمي في لُـجـَّـةٍ ..
ليس لها قَرارْ
*** ***
أشكو إليكِ يا سفينةَ العذابْ
تَوقَّفي ..
فإنَّني أشتــاقُ للتــُّرابْ
أشتاقُ للنباتِ .. للوُرودِ .. للثِّمارْ
توقَّفي ..
فإنَّني سأحْطِمُ الأبوابْ
بما لديَّ من أظافرٍ ومن أنيابْ
رُحماكَ يا شِراع ْ ..
يَكفيكَ أنَّ في جوانحي
ألفُ شراعٍ وشراع ْ
تــَـهُزُّها رياحُ الشوقِ والغِيابْ
كما تُقلِّبُ الأوراقَ في الكتابْ
*** ***
أشكو إليكَ أيها التَّـيَّارْ
أوْقِفْ سفينتي ..
أوِ ابْعَثِ الإعصارْ
فإنَّني سئمتُ زُرقةً تُحيطُ بي
في الليلِ والنهارْ
*** ***
أشكو إليكَ أيها البحرُ ..
مَهانةَ الإنسانْ
أشكو إليكَ رحلتي
وقِلَّةَ الأمانْ
يا بحر ..
أشكو إليك مَركبي التَّائهَ في العُبابْ
وساعةً بمِعصَمي ..
لا تعرفُ الزمانْ
أشكو ضَراوةَ الرِّياحِ والأمواجْ
طليقةَ العِنان في اهتِياجْ
أشكو ظلامَ الدرب في النهارْ
آمالُنا تحطَّمتْ
كأنَّها الزُّجاجْ
يا بحر ..
في رحلتي العُجابْ
قتلتُ دون رحمةٍ
ثلاثةً أترابْ
رافقتُها .. مَلِلتُ من وجودها
قتلتُها تَسَلــِّــياً
من دون ما أسبابْ
الوقتُ إذْ قتلتُهُ ومات في الشبابْ
وأمَلي سقيتُه بمائكَ الأُجاجْ
والصبرُ قد خنقتُهُ بعَبرةِ احتِجاجْ
شاهَدْتني يا بحرُ ..؟
أرجوكَ لا تُخبـِـرْ بها
لا الرِّيـحَ لا الإعصارْ
لا تُخبِـرِ الأمطارْ
.. أخبرتهم ..؟!
يا بحر ُ يا غَـدَّارْ ..!
يا بحر ُ يا غَـدَّارْ ..!
*** ***
يا أيها الإنسانْ ..
يا مُشتكي الهمومِ والأحزانْ
خَفِّفْ عليكَ إنَّني ..
أشَدُّ منكَ عُرضةً للابــْـتِلاءْ
يا سيِّدي ..
لا أستطيعُ وَقْفَ هذه السفينَهْ
دعْـها فربَّما ستَجِدِ الميناءْ
وتُنزلُ المِرساةَ للقَرارْ
يا سيِّدي ..
شَكوْتَ رحلةً طويلةَ المَسارْ
فما تقولُ إنْ أنا ..
حدَّثْتُكَ الأخبارْ
كان هنا ..
وها هنا ..
وها هُناكَ فوق كاهلي ..
دنيا من العصور والأعمارْ
كان هنا بُركانُ نارْ
وها هنا ألفٌ من الجبال
تُحيطُ بي كأنَّها إطارْ
كانتْ معي من أقدم الأعصارْ
لقد حَملتُ سيِّدي ..
سَفائنَ الدَّمارِ والعمارْ
سَفائنَ الضلال ِ
أو مراكبِ الهُدَى
إلى مدًى
يُقاسُ بالأحقابْ
في رحلةٍ إلى النجاة مرَّةً
.. وللرَّدَى
حملتُ خوفَها وشَوقَها
ومَن يكونُ فوقها
مُشتَّتَ الأفكارْ
.. مُضَيَّعًا سُدَى
ومَن يَشـُنُّ حربَهُ
يطمعُ في انتِصارْ
ومَن يجَــِـدُّ مُبعِدًا
يَلوذُ بالفِرارْ
يا سيِّدي ..
لقد حُمـِّـلتُ فاحْتَملــْتُ
عالــَمَ الجِنِّ ..
وعالــَمَ الإنسانْ
لقد وَسِعتُ سيِّدي ..
كلَّ الهمومِ والأحزانْ
كلَّ الألغازِ والأسرارْ
سلِ السفينةَ الأولى
ورَكبَها الأبرارْ
سَلِ الرِّياحَ والسّحابْ
سلِ السواحلَ الرِّحابْ
سلِ السفوحَ والتلالَ والهِضابْ
سلْ ما تشاءُ
إنّما السؤالُ دائماً هو الجوابْ
لا تشتكي يا سيِّدي ..
قد أُسدِلَ الحجابْ
ولم أجِدْ مُفَسِّراً يُفسِّرُ الكتابْ
أشكو إليكَ ما شَكَوْتَ سيِّدي
فليس لي علمٌ بهذه الأسرارْ

طلال سعود
أشكو إليكَ سيِّدي
مَواجعي الدفينَه ْ
أشكو إليكَ غُربَتي
ولوعتي .. وضَيعتي
في هذه السفينَه ْ
أشكو إليكَ سيِّدي
ضَراوةَ التَّــيَّارْ
أشكو إليك
ما لقيتُ من تهاوُنِ الرُّبَّانْ
يا سيِّدي ؛ أصابَني الدّوارْ
فأوقِفِ المَسارْ
فرحلتي يا سيِّدي ليس لها عنوان
وليس لي هنا مؤانسٌ ..
فكلُّهم قدِ ارتَدَى القِناع ْ
أوقِفْ بأيِّ مَرفإٍ
فمَركبي حِصارْ
أشكو إليكَ سيِّدي تَباعُدَ الدِّيارْ
خُذِ المَتاعَ كلَّهُ وأنزِلِ الشِّراع ْ
خُذْ ما لديَّ من رِهانْ
فإنَّني إنْ لم تقِف
سأنـــْقــُـرُ الألواحَ والجِدارْ
وأرتَمي في لُـجـَّـةٍ ..
ليس لها قَرارْ
*** ***
أشكو إليكِ يا سفينةَ العذابْ
تَوقَّفي ..
فإنَّني أشتــاقُ للتــُّرابْ
أشتاقُ للنباتِ .. للوُرودِ .. للثِّمارْ
توقَّفي ..
فإنَّني سأحْطِمُ الأبوابْ
بما لديَّ من أظافرٍ ومن أنيابْ
رُحماكَ يا شِراع ْ ..
يَكفيكَ أنَّ في جوانحي
ألفُ شراعٍ وشراع ْ
تــَـهُزُّها رياحُ الشوقِ والغِيابْ
كما تُقلِّبُ الأوراقَ في الكتابْ
*** ***
أشكو إليكَ أيها التَّـيَّارْ
أوْقِفْ سفينتي ..
أوِ ابْعَثِ الإعصارْ
فإنَّني سئمتُ زُرقةً تُحيطُ بي
في الليلِ والنهارْ
*** ***
أشكو إليكَ أيها البحرُ ..
مَهانةَ الإنسانْ
أشكو إليكَ رحلتي
وقِلَّةَ الأمانْ
يا بحر ..
أشكو إليك مَركبي التَّائهَ في العُبابْ
وساعةً بمِعصَمي ..
لا تعرفُ الزمانْ
أشكو ضَراوةَ الرِّياحِ والأمواجْ
طليقةَ العِنان في اهتِياجْ
أشكو ظلامَ الدرب في النهارْ
آمالُنا تحطَّمتْ
كأنَّها الزُّجاجْ
يا بحر ..
في رحلتي العُجابْ
قتلتُ دون رحمةٍ
ثلاثةً أترابْ
رافقتُها .. مَلِلتُ من وجودها
قتلتُها تَسَلــِّــياً
من دون ما أسبابْ
الوقتُ إذْ قتلتُهُ ومات في الشبابْ
وأمَلي سقيتُه بمائكَ الأُجاجْ
والصبرُ قد خنقتُهُ بعَبرةِ احتِجاجْ
شاهَدْتني يا بحرُ ..؟
أرجوكَ لا تُخبـِـرْ بها
لا الرِّيـحَ لا الإعصارْ
لا تُخبِـرِ الأمطارْ
.. أخبرتهم ..؟!
يا بحر ُ يا غَـدَّارْ ..!
يا بحر ُ يا غَـدَّارْ ..!
*** ***
يا أيها الإنسانْ ..
يا مُشتكي الهمومِ والأحزانْ
خَفِّفْ عليكَ إنَّني ..
أشَدُّ منكَ عُرضةً للابــْـتِلاءْ
يا سيِّدي ..
لا أستطيعُ وَقْفَ هذه السفينَهْ
دعْـها فربَّما ستَجِدِ الميناءْ
وتُنزلُ المِرساةَ للقَرارْ
يا سيِّدي ..
شَكوْتَ رحلةً طويلةَ المَسارْ
فما تقولُ إنْ أنا ..
حدَّثْتُكَ الأخبارْ
كان هنا ..
وها هنا ..
وها هُناكَ فوق كاهلي ..
دنيا من العصور والأعمارْ
كان هنا بُركانُ نارْ
وها هنا ألفٌ من الجبال
تُحيطُ بي كأنَّها إطارْ
كانتْ معي من أقدم الأعصارْ
لقد حَملتُ سيِّدي ..
سَفائنَ الدَّمارِ والعمارْ
سَفائنَ الضلال ِ
أو مراكبِ الهُدَى
إلى مدًى
يُقاسُ بالأحقابْ
في رحلةٍ إلى النجاة مرَّةً
.. وللرَّدَى
حملتُ خوفَها وشَوقَها
ومَن يكونُ فوقها
مُشتَّتَ الأفكارْ
.. مُضَيَّعًا سُدَى
ومَن يَشـُنُّ حربَهُ
يطمعُ في انتِصارْ
ومَن يجَــِـدُّ مُبعِدًا
يَلوذُ بالفِرارْ
يا سيِّدي ..
لقد حُمـِّـلتُ فاحْتَملــْتُ
عالــَمَ الجِنِّ ..
وعالــَمَ الإنسانْ
لقد وَسِعتُ سيِّدي ..
كلَّ الهمومِ والأحزانْ
كلَّ الألغازِ والأسرارْ
سلِ السفينةَ الأولى
ورَكبَها الأبرارْ
سَلِ الرِّياحَ والسّحابْ
سلِ السواحلَ الرِّحابْ
سلِ السفوحَ والتلالَ والهِضابْ
سلْ ما تشاءُ
إنّما السؤالُ دائماً هو الجوابْ
لا تشتكي يا سيِّدي ..
قد أُسدِلَ الحجابْ
ولم أجِدْ مُفَسِّراً يُفسِّرُ الكتابْ
أشكو إليكَ ما شَكَوْتَ سيِّدي
فليس لي علمٌ بهذه الأسرارْ



طلال سعود
تعليق