إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

تقليص
X
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

    تـوطـئــة

    لطالما تجنبتُ الخَــوض فيما يتعلــق بحيثيــات أحــداث ســوريا العــزيــزة فأهــلها لنــا أشــقاء في المــرتبة الأولى من الأشــقاء العــرب ..
    (خصوصا نحــن الجــزائريين)

    وما يجري هنــاك يجري مثله في ضمــائرنا وقلــوبنا ومشــاعرنا ..

    ولكــن إلى متى نصمت .. وهذا الدوي الهــادر قد صكّ أسمــاعنا ..

    وإلى كم نسكت .. وأحــلامنا تلطــخت بدمــاء القــرابين التي ما تنتهــــي ..

    وإلى أين .. وهذا (التــدمير الشامل) ينســف ما تبــقـّى من عبــق الشــام ..

    إني هنا - وإن انتشيتُ بعبــق الشــام التــاريخي وغنيتُ ارتبــاطنا به .. وعنفــوان تلك العــلائق الضــاربة في أعــماق التاريــخ -..

    إلا أنني - مُرغما – سأفجـِّـرُ الحزام الناسف في وجه الجميع ..

    وسأطلق النــار على الجميــع ..

    فهم متواطئــون .. بالمشــاركة .. بالتــأييـد .. باللامبـــالاة ..

    متواطئــون بالصمـت .. بالجــُــرم المشــهـــــود ..


    ثم .. إن قولي قد يُرضي بعضا .. وسيُغضِبُ بعضا آخر ..

    وإلى هؤلاء الغاضبين أقول:


    من أصــابته رصــاصــاتي فلا يلــومــنّ إلاّ نفســه ..

    وإني بريء من دمــه ..

    بريء ٌ مما يــصنــعــون .




    طلال سعود الجزائري











    دمـشــقُ .. أو طلقتـي الأخـيــرة



    يُوهِــي الحِـجَـى ، ويَزيـغُ منهُ المَنطـِقُ */* خَطـْبٌ تُكابدُهُ الشـَّقيـقة ُ جِلـَّقُ

    خَـطـْـبٌ دَهَـا فالشامُ منهُ حَزينـة ٌ */* والشـرقُ باكٍ ، والجـزائـرُ تـُشْفِــقُ

    والأرضُ آسَفـَهـا انـقـِـلابُ ربـيـعِـها */* دام ٍ ، وآفـاقُ السمــاء تـَشـَـقـَّـقُ

    يا مُـوحــيَ الأشـعــار أَنجـِـدْنـي بـما */* تـُوحيــه ربَّـتـَما أعــِـي فأ ُوَفـَّـقُ

    فالشـامُ عِـشـقــي بالأمـاني وحـــدها */* والشـــامُ جـنـّـتـِـيَ التـي أتـشـَوّقُ

    لم ألـْـقـَـها وهي الحبيـبـــة ُ دائـماً */* للقـلـب ، لكـــنّ الجـوانـحَ تـنـطِــــقُ

    ما سِحْــتُ إلاَّ بالخيــال و لـي بـها */* نـبـضُ الجـراح وجفنيَ المُغرَوْرِقُ

    وخواطـري ترتـادُ بيــن رُبـوعِـها */* أ ُنـُــفَ الرِّيـــاضِ فدائـماً أتـأنّــــــقُ

    أ ُثـْنِــي عليـهـا مثـلما حُـمِـدَ الحَـيَــا ال*/* جـاري بلا قطـْـرٍ، فبرعَمَ بَرْوَقُ

    إنْ كـان غيـري في هــواهُ مُـغـَـرِّباً */* إنـِّـي إلى أرض الشــــآم مُـشَــرِّقُ

    *** *** ***

    يا شـامــة الدنيـا ويا بُـستـانـَها */* أنـْـعـِـمْ بـذاك المَجــد وهو مُـرَونـَــــــقُ

    كلُّ الحـواضـر تـحـتـذيــكِ نفاسة ً */* كل المَـدائـن عند مَـجــدكِ تـُـطــرقُ

    يا سيّــِدي هـذي دمـشــقُ ، عـَصـِيـّـة */* فالـدهـرُ يـَبلـى وهي كم تـتـألـّــقُ

    وعـواصـمُ الـدنــيا لـديــها كالـقـُــرَى*/* وعـراقـة ُ التـاريــخ منها تـَعـبـُــق

    مَن ذا الذي عرَفَ الكِتــابــة َ قبلـَها */* آثـارُ (أوغَـاريـتَ) قـِـدْمـاً تـَنـطِـــقُ

    مَـن قـاهــــرُ الجـِنـِّـيِّ يَـبنـي (تـَدْمـُرًا) */* عـاتٍ يَـطيـرُ ومـاردٌ يَتسـَـلـَّــقُ

    و(زَنوبـِيَا = الزَّبـَّـاءُ) بعد (أ ُذ َينـةٍ) */* أَذِنـَتْ لعِــزِّ الشــام فهو مُسَـــرْدَقٌ

    ما لـي أرَى (بُـصــرَى) الشــآم ِ حَزينـة ً */* ولهـا علـى كل البـلاد تفــوُّقُ

    رأتِ النـَّبـِـيَّ (محـمَّـــداً) في مَـهــدِهِ */* وهو السـفيــرُ وتاجــراً يـَتـَسَــوَّقُ

    رُهـْبــانُ بُـصـرَى يَشهـدونَ قدومَهُ */* ويَرَوْنَ ظِـلَّ السـُّـحْـب وهو مُعَلـَّـقُ

    فاستبـشـري بُـصـرَى الشـآم سـعـادة ً */* بَرَكـاتُ سيِّـدِنا النـَّبـِـيِّ ستـَـلحَــقُ

    *** *** ***

    ودمـشــقُ ساقيــها المُلـوَّعُ بالجَـوَى */* بَـرَدَى يُخاصـرُها هـَــوًى يَـتدفـَّـقُ

    كـم ذا يُعـاطيـها الكــؤوسَ لتـَرتـَوي */* هل يَرتـَوي من خَمـرهِ مَن يَعشَـقُ ؟

    في سُـكـْـرها الأبـَـدِيِّ تـَبـْــدُو فِـتـنــة ً */* للعـاشـقيــــنَ ، وللهَـوَى تَتـأنـَّـقُ

    وتـرَى نَـواعيـرَ الشــآم دَؤوبـة ً */* ألحـانـُـــــــها تـَـدَعُ العيــون تـَرَقـْـرَقُ

    ناعـورة ٌ سَكـْـرَى يُديـرُ كؤوسَها ال*/* نـُّـدمَـــانُ بالحَبَـبِ المُلألِــئِ تُـفـهَـقُ

    فاشـْـرَبْ هَنيــئاً من يــدٍ (حِمصيّــة ٍ) */* تُروِي العِـطـاشَ وفيـضُها يتـدفـّقُ

    تـَسقيــكَ (عـِــرْقَ السـُّوسِ) عـَذباً بـارداً */* راحُ الشـآم مـُحـلـَّـلٌ ومُعـَتـَّـقُ

    وإذا نـزلـــتُ بـأيِّ بيـتٍ منـهـمُ */* فالأهـلُ هـمْ والبـيــــتُ عنـــدي فنــــدقُ

    هـل ذُقـْتَ ثـَمّــة َ (كوسـة ً مَحْشـُـوَّة ً) */* أنْعِـمْ بـها مـن أ ُكـْـلـة ٍ تـُـتـَـذَوَّقُ !!

    والغُـوطــة ُ الغـَـنـّـاءُ زاهٍ طـيـــرُها */* يـَشـدو ، يُغـرِّدُ بالمُنَـى ، ويُسَقـْسِـقُ

    بــابُ الفــراديـس التـي هـي بـابُـها */* هي جنـّــة ُ الشـام التي ما تـَـخـْـلـَـقُ

    أبـداً تـَجــدَّدُ ، سَـيـْـبُــها ونـَعـيــمُهـا */* للمُعـتـَـفـيـنَ ، وطـاب فيها المَـرفِـقُ

    يَسـري النسيـمُ بها عَـلِـيلا ً مثلما */* تَسري الحُمَـيّــا في العـــروق فتـَخْفـُـقُ

    يُحيِــي ويُنعِــشُ ذا الهمــوم وذا الهــوَى*/* والمَـرءُ فيه بغيـر قـَيـْـدٍ مُطلـَـقُ

    و تـرَى الأُبــاةَ السـائـحيـنَ بأرضــها */* من سِحـرها رُغماً هناك تَدَمْشَـقـُوا

    والجـوُّ حـولك؛ طيــرُهُ ونـَسـيمُهُ */* وصَدَى الصَّبايا في المَدَى يَتـَمَـوْسَـــقُ

    والبـدرُ يَـبـزُغُ كالـوليــد مُنـاغـيــاً */* بالشـام كـلّ فـتـًـى يَهـِـيـــمُ ويَعـشـَــقُ

    والشمـسُُ تـُـشــرقُ بالغـَــداة وما اكتـفـتْ */* نـوماً ، تـَثاءَبُ تارة ً وتـَمَطـَّـقُ

    *** *** ***

    والشــامُ كان إلى قريبٍ عهدُهُ */* بالصالـحـيــنَ على الحواضــر يـُـشـــرِقُ

    كـمْ مِن إمـام ٍ كـان أمّــــة َ عـصــــره */* فـي العـالميـــنَ بعلمـهِ لا يُـلحَــقُ

    والعـالمُ العـربيُّ بالشــام ازْدَهـَى */* والشِّـعــرُ والأدَبُ الرَّصيـــنُ المُـغـدِقُ

    أيّـامَ كـان الشـامُ مَـيـــدانَ النُّــهَـى */* العِـلـمُ يُـشــرقُ والمَعيــشـة ُ غـَـيـــدَقُ

    والســؤدَدُ العــربيُّ يَرنـُـو للـعـُــلا */* والديـــنُ والمجـــدُ المُؤثـَّــلُ يَسـْمُــقُ

    مِن ها هنا وُلِدَ النبوغ ُ وأشــرَقتْ */* شـمــسُ الروائــع فاستـنـارَ المشـــرقُ

    فنَــما (حبيــبٌ) أرْزَة ً في أرضِــهِ */* وغـَــدا بدنيــا الشعـــر بَنـْـــداً يَخفـُـقُ

    وهـنا (الوليــدُ) حَبـَا ، رضـيــعاً بيـننا */* يَغـذوهُ بالشــام الشّــذَى والزَّنـبَـــقُ

    و(أبو فِـراس ٍ) (للدُّمُسْـتـُـق ِ) ها هـنا */* يـُـزْجـِــي الكتــائبَ سيـفــُـهُ يَتألـَّـقُ

    و هنـا (نـَبـِـيُّ الشعـر) يَنـزلُ وحيـُــهُ */* بالنــازلاتِ المـاحـقـــاتِ فيَـصـدُقُ

    نصفُ الكتــائب من (بنـي حَمــدانَ) ما */* كـانتْ سِـوَى مِن شِـعـرِهِ تـَتخلـَّـقُ

    و(أبو العـَـلاء) إلى العُــلا من حَبسِـهِ */* في كلِّ رائـعــة ٍ يـُـفـَــكُّ ويُعـتـَـــقُ

    فـي كـلِّ عـصــر ٍ للشـآم قصـائـدٌ */* تـَنـْـمُـو في بجَـنـّــاتِ الخُـلـود وتـُورِقُ

    اقرأ ْ (هَــزَارَ الشعـر) "مــاروتَ" الذي */* بالسِّحر شِعراً راقَ منه الرَّونـَـقُ

    (أحلـَى قصائـدِ) شِعـرِهِ (مجنـونة ً) */* (قامـوسُـهُ للعـاشـقيـــــنَ) مُـنــَمـَّـــقُ

    (قالتْ له السمـراءُ): (بــاقٍ حبـُّـنا) */* وأتـَتـْـهُ (بـَـلـقـيــسٌ) فكــادتْ تـَغــرَقُ

    و(دفـاتــرُ النـكـســـاتِ) تـُزْري بالأ ُلـَــى */* رَهـَنـُوا إرادتـَنا فضـاقَ المَأزِقُ

    (خرجتْ قصـــائدُهُ عـلـى قانــونهم) */* فالشعـرُ (مغـضــوبٌ عليه) يـُحَـرَّقُ

    واقرأ ْ (لفوزي) طـُــفْ عـلــى آفـاقــه */* بـ(بـســاط ريح ٍ) بالخيالِ يُحـَـلـِّـقُ

    و(الشاعرُ القرويُّ) يـُوري بالسـَّـنَا */* هِمَــمَ الكسالـَى يـَستـَحِثُّ ويـَصـعَـــقُ

    واقرأ ْ (شـَكيــباً) ، فالبـَيـــانُ إمـارة ٌ */* وهو الأميـــرُ ، به الكَـلامُ يُـشَـقـَّـقُ

    و(الشيخُ طنـطـاوِي) سمـا في نـَـثـْرِهِ */* فهو الـبــلاغــة ُ جُسِّــدَتْ تـَتـَأنـَّـقُ

    اقرأ ْ "عبيرَ الأمس" طارتْ بالنُّهَى */* (سلمَى الـكـزبــريُّ) التــي لا تُلحَـقُ

    واقرأ ْ رســوم المجــد من تاريخـــنا */* (عـمــرٌ) بريشتِـــهِ يـَشـِـي ويُوَثـِّـقُ

    واقرأ ْ (بهاءَ الدين) في شــعــرِ الهُــدَى */* رَقِــيَ العُلا هو كوكبٌ مُتــألـِّـقُ

    وبكـلِّ فـَـنّ ٍ فـي الشـــآم كـواكـــبٌ */* وبـكلِّ أ ُفـْـق ٍ جَـهـْـبـَــذ ٌ مُـتـَـفـَـــوِّق

    هـو مَـصنـعُ الأبـطــال ، في تـاريـخـنا */* وعلى ثـَراهُ اخْضوْضََرَ الإِستَبرَقُ

    *** *** ***

    عامان ِ مرَّا.. في اغتيالِكِ بيننا */* عامان ِ .. والذكــرَى الأليـــمة ُ تـسـحـــقُ

    عـامـان ِ ، أنـبــاءُ الفـواجـعِ قوتـُــنا */* والفـجـرُ يذبُـلُ كالغـُروب ويَغـْـسـُـقُ

    ضـرَبَ (المَوَالـي) حولـنا أطنـابـَهم */* وتَسَـوّرونا في الـغـيـــاب وطـوَّقـُـوا

    (الفـُرْسُ) تـَرفـُـو زيَّــنا ولـِـواءَنا */* فالـنـطـــقُ أعـجــمُ والتـَّزَيِّـي يَـلـْـمَــقُ

    و(التـُّرْكُ) من تحـت الظـلام تَسَـرّبـَتْ */* فلـواؤنا يَـهـوي ليُرفـَـعَ سَـنْـجَــقُ

    أتُرَى يُعيدُ التـُّرْكُ تاريخاً مضَى */* (خاقانُـ)ـهم ، (سَلجوقـُ)ـهم، أو (أ ُرْتـُـقُ)

    فحنـيـنـُـهم بــادٍ لـعـهـــدٍ بـائـــدٍ */* فلـَطالما عَـدَمــوا الرِّجــالَ و خَــوْزَقـُـوا

    والغـربُ مـن تحـت السِّــتـارة مُـوحِـيـاً */* في كـلِّ يـوم ٍ قد يُريبُـكَ بَـيـــدَقُ

    وتـجـمُّـعـاتُ المُـعـرِضيــنَ عن الهُـدَى */* (شـَـغّـالة ٌ) باللغـْو فيه تـُهـَرْطـِقُ

    شَــرَرٌ تـطــايـرَ والعـبــاءاتُ اكتوَتْ */* والنـفــط ُ يُـوقِـدُ والخلـيــجُ يـُسـوِّقُ

    جُـلُّ الذقـون ترمّـدتْ في نـفـخِــها */* إنّ الـدليــلَ بـكل ذِقـْـــن ٍ مُـلـصَــــقُ

    "قـطـَـرُ العظيـمة ُ" تـستـجيـشُ لحـربها */* كلّ الشعوب، كأنّما هي مُشـْبـِقُ

    فتـرى الأميـرَ علـى العـواصـم نـازلاً */* كالنـازلاتِ، وفي البلاد يُهَـقـهـِـقُ

    في الأمــر ســرٌّ ..؟ ليس ذلك خـافيا */* مَن ليس بالعِـمـلاق هـل يَتعـمـلـَـقُ ؟

    كـلا َّ.. إذا ما غـَـيَّـبـــوا تـاريـخَــنا */* وتـَعـطـَّـلــتْ أفكــــارُنا والمَـنـطـِــقُ

    يـَستـأسِــدُ الهـِـرُّ المؤانـسُ ، عُنـْــوَة ً */* و تـرَى الهُـنَـيـدة َ فحلـُها يَسْتنـْـوِقُ

    مـن بعـد فـتــحِ الشــام أوْدَى (قيـصـرٌ) */* فجَـلـَـى بجـاليَــةٍ وفيه تـَحَــرُّقُ

    وعـلــى التـخـوم ترسَّـخـتْ رايـاتـُـنا */* فهـنا رِبــاط ٌ للجـهـــاد وفـَيـلـَـــقُ

    فتـرَى (الدُّمُستـُـقَ) من بعيدٍ خائـباً */* كـم ذا تـَمـنَّـى عــودة ً وهْــوَ مُطـرِقُ

    واليـومَ .. هـذا قـيـصــرٌ بجمـوعـه */* مـُتأهـِّــبا للزَّحْـف أوشَـكَ يـُـطـْبـِـقُ

    قـد هـيّــأ "النـاتـو" وأغـرتـْه المُـنـَــى */* كيـما يـعــودَ وَشَـملـُـنا مـُـتـمَـزِّقُ

    وإذا استمعتُ لمن يُنَـبّـِئُ ، راغــمـاً */* فالـشــرُّ يُنــذرُ بالوَعيــد ويَـصــدُقُ

    ومـن البـلاء بأرضــنا مـسـتـأسِــدٌ */* والجـلـــدُ واهٍ بالأنـامــلِ يُخـــــرَقُ

    والعُـصـبـة ُ العَـمـيــاءُ تـَلـعَــقُ ذَيلـَه */* ومن الـقــذارة ما يَفـوحُ ويَعبـُـق

    خَرقـَى رَعاديـدُ الفرائـس في الوَغَى */* ويُـديــرُ أَمـرَهُمُ جَبَــانُ أَخــرَقُ

    (أسَدٌ عليّ ، وفي الحروبِ نَعامة ٌ) */* تَرتـاعُ للعصفــور حينَ يـُزقـزقُ

    (أسَدٌ) عليّ ، وأنت ذئبٌ في الفَلا */* يَنسَـلُّ للجِيـَفِ الكـريــهـة يـَسـرِقُ

    (أسَدٌ) عليّ ، وقد نُسِبْتَ جَهالة ً */* للأسْد - في الأنسـاب هـذا مُـلصـَـقُ

    (أسَـدٌ) علـيّ ، وما رأيتـُــك مُـقـدِماً */* ورأيتُ ذَيْلـَكَ والقـَفـا يا جُـرْمُـقُ

    أنـت النـمــوذَجُ للذي تَرَكَ الهُــدَى */* أنـت المِـثـــالُ لــكل مَـن يَتزَنـدَقُ

    بـ(ـالـروس) مِـنّا تـَسـتجيـرُ وتـَتـَّـقــي */* واللهُ يَمْحـي الظالميـنَ ويَمحَـقُ

    هـــذا المصيـرُ مُـحَـتـَّـمٌ ؛ فلتــنـتـظــرْ */* عمّـا قـريـبٍ لا أبا لك تـَنـفـَـقُ

    مـثــل الضــواري جيـفــة ً مجهـولة ً */* يا ليتَ تُغـرَقُ أو بـنـارٍ تُحــرَقُ

    حتــى نُطهـِّــرَ من صُنـانِــكَ شامَـنا */* ويعـودُ في دُنيـــاهُ عـُوداً يـَـعبُــقُ

    هَيهـاتَ تـَنـجــو راجـيـــاً مُـتـوهِّـماً */* من ذا نـجــا من مثـلـها يا بَـيْــدَقُ

    أسـتـَغـفِــرُ اللهَ العظيمَ ، فطـالما */* جَنّبْتُ شعـريَ ذِكـْـرَ مَـن يـَـتـَحَـذلـَـقُ

    وقد اضْـطـُرِرْتُ فسامحوني إنْ أنا */* أهوَيْتُ بالسَّـوْط المُـمَـزِّقُ أعــزِقُ

    وسأستعـيــرُ مـن (ابن أوْسٍ) سـيـفـَـهُ */* وأطـيــحُ هامتـَك الغليظة تُفلـَـقُ

    (إِيّـاكَ يَعـنــي القـائِـلـونَ بِقـَولـِـهِـم: */* إِنَّ الشَّـقِـــيَّ بِكـُلِّ حـَبـلٍ يُخـنـَـقُ)

    (سِـرْ كيفَ شِئتَ مِنَ البِلادِ) فلي بهم*/* (سورٌ عَلَيكَ مِنَ الرِِّجالِ) وخَندَقُ

    مِن بَعد فتـْح الشام من مَجْلـَى الهُدَى */* ها أنت للشام العظيـمـةِ تُغلـِـــقُ

    كـُنـَّـا نـُحــاذرُ مـن عـَـــدُوٍّ آخـَــرٍ */* فـإذا بــهِ أنـت العـــــــدوُّ الأَزرَقُ

    كم يَظـلمـونَ الآخَريـنَ وما رأتْ */* عـيــنٌ كفِعـلِـكَ فـي الحيـاةِ يُـوَثـَّـقُ

    أنت الزعيـمُ اليـعـرُبـيُّ إذا أتـَى */* يـومَ الحـسـاب بمُخـْـزَياتِـكَ مُهــرِقُ

    نِـيـرونُ رومـا ، أخطؤوا في وَصفِهِ */* أنت الذي بالخِزْي ِ دوماً تَفهَـقُ

    ما وَصْفُ مَن وَصَفَ الجبابرة الأُلـَى */* سبقوكَ، أنت كَبيرُهمْ والأسبَقُ

    مـاذا نُرقـّـِعُ بعد عهــدِكَ يا تـُرَى */* والنـسـجُ مُنـْهَتِـكٌ ، فمـاذا نـَـرتـُـقُ؟

    البـَعـْـثُ يـُنـكـِــرُ ما أتيـْتَ ، مُـنـَـدِّدا */* قـَوميّــة ً أم جَاهـلـِيّــاً تـَنـعـِــقُ

    والبـعــثُ كان إلى قريـبٍ مُرتـَضـًى */* ماذا دَهـاكَ ببَعثِــهِ يا عَــفـلـَــقُ

    أستـَسـمِـحُ الأدَبَ الجـلـيــلَ وسَمـعَـكم */* عـن قولـةٍ لإهـابـهِ ستـُـمَـزِّقُ

    ما أنتَ بالأسَدِ المُوَقـَّرِ في الوَرَى */* بين الضّواري ، بل ح... ٌ يَنـهـَـقُ

    دَعنـي من المَوْبوءِ ، كلُّ نَقيـصـةٍ */* فيهِ ، وكلُّ خَـلاقِ سُــوءٍ يـُـلصَـقُ

    فضَعوا النِّعالَ بفِيهِ ، صُكـُّوا وجهَهُ */* هذا الأثيمُ وفي مُحَيـّاهُ ابْصُـقـُـوا

    فعَذابُـك اللهُـمَّ جـِــدٌّ لا يَــنِــي */* بالكافـريـنَ أ ُلـِـي المـَـهَـانـةِ مُلـْحِــقُ

    *** *** ***

    في كلِّ قـُطـْـر ٍ عندنا أُحْجـِيَّـة ٌ */* وحِـجَـى الشعـوب أمامَها تـَستـَغلِـقُ

    تَستـأسـِـدُ الجُـرذانُ فيـنا عـُـنـوة ً */* وتـَـقـودُنا بيـن الأُســود الخِـرْنـَـقُ

    الشـامُ وَلـَّـادُ الأُسُـودِ ، فغيـرُه */* أولـَـى بكـُنـْيَـتِـهِ ، وخــابَ الفـُـسَّــقُ

    *** *** ***

    يا لـَيْتَ بالقـرآن ِ والسُّنَنِ التي */* صَحّـتْ ، تـَدَبَّـرَ عاقـلٌ مُستـَوثَِـقُ

    هـذا النَّـبِيُّ يقول في سُنَن الهُدَى */* بأبي وأمِّي وهو حـق ٌّ مُصْـدَقُ :

    (إيّـاكمُ قـومٌ ودينـُـهمُ هـَـوًى */* بالقـِـشـْـر دون اللـُّـبِّ فيه تـَعـلـَّـقــوا

    تـَستـَحقـِـرونَ إلى تـُقـاكـُمْ دينـَـهُمْ */* فيَمـُـرُّ أمثَـَلـُهمْ كسَـهْـمٍ يَمْـرُقُ)

    همْ مَن تراهمْ بالمذاهب والرُّؤى */* في الدين كلُّ فصـيـلةٍ تـَتـَشَـدَّقُ

    وإذا نَظـرْتَ إلى مدَى أعمالِـهم */* هالـَتـْـكَ ، أيُّ شَـراذِمٍ تـَتـَفـَـرُّقُ

    الـديـنُ للتوحيـد جـاء وللـهـُـدَى */* لا لِلضَّـلالِ ، دعـا إليهِ مُمَخـرِقُ

    فاسْتـَمسِكوا بالعُروَة الوُثـْقـَى به */* وإلى نجاة ٍ في الحياةِ به ثـِقـُــوا

    هذا نِهاية ُ ما أقولُ وواجبي */* نحو الشـآم ، ودمعـِـيَ المُـتـَرَقـرِقُ


    طـلال سعـود الجـزائـري

    20 / 01 / 2013

    أتضــاءل ُ كلما ذ ُكـِـرَ العـُظــمــــاء

  • #2
    رد: دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

    الله المعين للشام ,, وللأمة العربية من محيطها للخليج .

    سلمت طلال لحسك الوطني الرائع

    تعليق


    • #3
      رد: دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

      شــكــرا مـاســــة

      شكرا على الوفاء..
      شكرا على الإحساس..
      شكرا على التفـهـُّـم ..

      وحــدك من بين 870 قارئا كتبتِ و وفيتِ وتفـهّــمتِ ...

      ف: لكِ تقديري وعرفاني ..

      سيكون هـذا الموقف (منهم) جرحا جديدا - لن أشعــر به ..
      ففي قلبي المزيد المزيد من الجراحات التي لم تندمل بعـد ...

      سلام من صبا بَـرَدَى أرق ُّ */* ودمعٌ لا يُكـفـكـفُ يا دمشقُ
      ومعذرة ُ اليَراعة والقـوافي */* جلال الرُّزْء عن خطب يَدِقُّ

      ....ـــــــــــــــــــــــــــــــ طلال س
      أتضــاءل ُ كلما ذ ُكـِـرَ العـُظــمــــاء

      تعليق


      • #4
        رد: دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

        رائع..
        سلمت يمينك وحفظ الله سوريا





        شكرا غاليتي ذكريات الأمس


        الحزن كلمة تنقصها دقة الوصف للحالة..

        الموت ليس نهاية الأمس بل ماساة الغد..

        فهد..

        و بدات ماساتي مع فقدك..
        *** ***
        اعذروا.. تطفلي على القلم

        أنتم لستم رفقة مهمة بل أنتم الأهل و العائلة..


        الابتسامة تعبير ابيض عن مستقبل اراه في منتهى السواد.. بالإرادة و العزيمة وقليل من المال، يمكن بناء غرفة من الصفيح، لكن لا يكفي لبناء اقتصاد منتج..


        لا أعرف أين ابحث عني لأنه لم يعد لي عنوان ثابت

        تعليق


        • #5
          رد: دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

          شــكـــرا أستــاذنا .. تكرم عيــونك

          السـقـيــا للنـمــاء .. والـرؤيــا للسـمـــاء .. والبُـقـيــا للـدمــاء .. والرمــق للذِّمـــاء .


          طلال سعود
          أتضــاءل ُ كلما ذ ُكـِـرَ العـُظــمــــاء

          تعليق


          • #6
            رد: دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

            سلمت يا طلال وسلم قلمك وقريحتك الشعرية الصافية
            محبتي

            تعليق


            • #7
              رد: دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود


              أخي مصطفى

              أشكـر لك وقوفـك هنا لمواسـاتي و(الاعتبـار) من مأسـاتي (...)
              وأذكــر أني يوما ما مدحتُــك :

              يا مصطفــى لكَ أنتَ ما يُرضيكَ من *** آيـاتِ شُكـري يا أنيـسَ جـواري

              بالمـغـرب الأقـصـَى تُـرابـط ُ دائبــا ً *** هوَ ذا ربـاط ُ العِـزِّ يا دوقـاري

              قـلـمٌ يُـغـَـمَّـسُ في المحيـط ليَـرتـوي *** مَجـداً . فيَـنـفـُثُ أروَعَ الأفكـار

              وإني إذ أجـدد لك المِـدحـة .. أعتـز بصداقتك التي هي منـحـــة ..

              شكـــرااااااااااااااااا أخي مصطفى

              / طلال سعود
              أتضــاءل ُ كلما ذ ُكـِـرَ العـُظــمــــاء

              تعليق


              • #8
                رد: دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

                نص جميل
                سلمت وسلّم الله سوريا

                تعليق


                • #9
                  رد: دمـشــقُ .. أو .. طلقتـي الأخـيــرة - شعـر طـلال سعــود

                  شكراً لك شاعرنا الرائع على هذا النبض الصادق الناطق بصرخة وطن ينزف
                  تحياتي واحترامي

                  تعليق

                  يعمل...
                  X